استغرقه الأمر كله بعض الوقت ليدرك مقاصد خالته بوضوح، و قد تبيّن له بأنها لم تكن تعني بأنها تعلم ما جرى بينهما، لا زال السر محفوظًا، و لا أحد يعلمه سوى هو و “إيمان” و زوجها الراحل، العلاقة الحميمة التي أقاماها في لحظة طيش… لا زالت طيّ الكتمان !!
-يا خالتو أنا عمري ما خدعت إيمان ! .. غمغم “مراد” و الخجل يتآكله
لم يستطع النظر بعينيّ خالته الآن و هو يكمل :
-زي ما قلت لك كنا صغيرين. و أنا حبيتها بجد و الله.. و لسا بحبها. لكن طريقنا اختلف من زمان. أنا و إيمان ماينفعش نمشي سكة واحدة. و ده في الأصل سبب إنفصالنا. إحنا طول عمرنا مختلفين !
ظلّت “أمينة” ساكنة لبرهةٍ، تتمعن كلماته، ثم أومأت متقبلة قراره الأخير و نتيجة محاولتها معه لأجل ابنتها، و قالت بهدوء :
-ماشي يا مراد.. إللي تشوفه طبعًا. و مقدرش أقول غير ربنا يوفقك في حياتك مع أي واحدة تختارها.. انا بردو أبقى خالتك. في مقام أمك يا حبيبي …
ثم قامت فجأة هاتفة :
-أقعد انت كمل فطارك. أنا هاروح أشوف على ولاد أدهم
و لكنه استبقاها مسرعًا :
-لحظة واحدة يا خالتو من فضلك …
قام بدوره عن المائدة، و أتى ليقف أمامها، عبس مطرقًا برأسه و هو يقول بصوتٍ أجش :
-أنا كده كده مش مطول هنا. و ماشي إنهاردة بعد القاعدة إللي اقترحها أدهم.. كلمي إيمان و قوليلها ترجع البيت. أنا عارف إنها مشيت بسببي… عن إذنك !