-طيب يلا على السفرة. الفطار لو استنى أكتر من كده مش هايتبلع.. و أنا عارفاك. بتحب الحاجة طازة. فريش يعني
تأكدت من سلامة الصغار الثلاثة، ثم مشيت أمامه فتبعها وصولًا إلى حجرة الطعام، أشارت إليه ليجلس على رأس
المائدة، ففعل، و جلست هي إلى جواره، بدأ كليهما في تناول الفطور، و انتظرت “أمينة” بتمحيصٍ مدروس حتى ابتلع بضعة لقيمات كافية ليستقبل حديثها التالي …
-قولي صحيح يا مراد ! .. تكلّمت “أمنية” بلطفٍ و هي تصب له فنجان الشاي
-انت صحيح ناوي ترجّع مراتك ؟
توقف “مراد” عن المضغ ثوانٍ، ثم قال و هو يرفع ناظريه إليها :
-و الله يا خالتو أنا جاي لأدهم مخصوص عشان كده. أنا عملت غلطة كبيرة أوي لما طلّقتها.. بس لسا عندي أمل. و
أيوة.. عاوز أرجعها. أنا بحبها !
احتقن وجهها بالدماء في هذه اللحظة، سيطرت على أعصابها بجهدٍ و قد جمدت أصابعها حول دورق الشاي الخزفي، استرعى ذلك إنتباه “مراد”.. لكنه آثر الصمت
و فجأة وضعت “أمينة” كل شيء من يدها، ثم أسندت ذقنها إلى يديها و هي تصوّب نحوه نظراتها الآن …
-لما انت بتحبها أوي كده. إيه إللي جابك لحد هنا تاني ؟ كان ممكن تطلب أدهم يجي لك. ليه تيجي لحد هنا و تخلي إيمان تعيش خيبة الأمل تاني !؟؟
حدق فيها مصعوقًا، و قال بصعوبةٍ :
-إنتي. إنتي عارفة يا خالتو ؟؟
أمينة بحدةٍ : طبعًا عارفة.. عارفة كل حاجة من زمان يا مراد !!!
تضاعفت صدمته و شخصت عيناه على الأخير، إنتابه الخرس تمامًا، بينما تعاود الحديث قائلة :
-من أول يوم و بنتي عمرها ما دارت عني حاجة. قالت لي إنها بتحبك من أول يوم يا مراد. و إنك انت كمان بتحبها حسب قوالتك ليها.. و تعرف سيبتكوا ليه على كده ؟ لأن ثقتي في بنتي مالهاش حدود. و متأكدة دايمًا إنها لا يمكن
تعمل حاجة غلط أبدًا.. بس تعرف بردو ؟ أنا طلعت غلطانة. لأن إللي حصل بينكوا زمان ده كان لعب عيال. و كان لازم أفهم إنه مش هايوصّل لأي حاجة غير حسرة و وجع قلب بنتي.. و انت فوق إللي عملته راجع تكمل عليها. و أنا إللي فكرت إنك عقلت و رجعت عشانها !!!!