و أقفلت الخط معها مُطلقة تنهيدة عميقة …
نظرت إلتفتت نحو “مراد” ثانيةً و قالت :
-الحمدلله على الأقل اطمنت عليها ..
تساءل “مراد” بترددٍ :
-خير يا خالتو حصل إيه ؟
-خير.. قامت الصبح بدري على رسالة من عمتها راجية. أم المرحوم سيف أبو لمى. كلهم كان نفسهم يشوفوها هي
و البنت وحشينهم. ف لمت هدومهم و راحت تقعد لها كام يوم عندهم
-طيب الحمدلله طلع الموضوع بسيط ! .. علّق “مراد” مرتاحًا، و تابع بضحك متوتر :
-أنا كنت مفكرها مشيت بسببي يعني
أمينة ببلاهة متعمّدة :
-و هي هاتمشي بسببك ليه يا مراد !؟
تندّى جبينه و هو يجاوبها هاربًا بعينيه من نظراتها الثاقبة :
-يعني. ممكن تكون مش واخدة راحتها في وجودي.. و عندها حق بصراحة. أنا ماكنش ينفع أطب عليكوا كده و
أقلب نظام البيت !
إرتفعت زاوية فمها و هي ترد بشيء من التهكم :
-بتتكلم كأنك حد غريب عننا. أنا فاكرة إنك انت و إيمان كنتوا قريبين من بعض في يوم من الأيام …
و هنا نظر “مراد” إليها، أجفل مرتبكًا بادئ الأمر، لكنه ما لبث أن قال بثباتٍ متكلف :
-صحيح. كنا صغيرين و بتربط بينّا صداقة قوية.. و لحد إنهاردة. إيمان غالية عليا أوي
تنامى صمت سحيق بينهما لدقيقةٍ كاملة، لم يتخلّى “مراد” عن هدوئه، إلى أن دعته “أمينة” بآلية و هي تدنو من عربة الصغار لتحررهم و ينطلقوا في أرجاء الشقة :