كان عبءً ثقيل عليه، أن يلتقي بها مجددًا، و خاصةً بعد مواجهة البارحة
مرةً أخرى مدى غبائه حين قرر العودة إلى هذا البيت، كان قد قطع صلته به مثلما قطعها معها منذ تلك الليلة،
لكنه تحامق و عاد.. ما الذي توقّعه ؟
ألّن يأتي ذلك اليوم الذي يتواجها فيه ؟
يا له من أبله حقًا
و ها هو يكرر نفس الخطأ و يذهب إلى حيث هي بقدميه …
-صباخ الخير يا خالتو !
ارتاح كثيرًا لأن التي قابلته عند باب الشقة هي خالته و ليست هي ؛
استقبلته “أمينة” بابتسامة ملء وجهها و دعته فورًا للدخول :
-صباح الفل يا حبيب خالتك. خش يا حبيبي. أنا كنت لسا هاطلع أشوفك صحيت و لا لأ. الفطار جهز خلاص ..
لبّى “مراد” دعوتها و دلف مطرقًا رأسه تحسبًا و قلقًا من لقاء “إيمان”.. لكنه دحض مخاوفه عندما علا صوت خالته متجهة إلى رواق الغرف :
-الله يخليك يا مراد يا حبيبي تقف بس عند الأسانسير تقابل ولاد أدهم و تجيبهم على هنا على ما أدخل أصحي إيمان !
و كأنه طوق الإنقاذ، صاح من مكانه :
-أكيد حاضر يا خالتو. طالع أهو
و هرول إلى الخارج ثانيةً ليأتي لها بصغار “أدهم” الثلاثة، فتح باب المصعد حين وصل إلى الطابق، فإذا بالصغار متراصين بجوار بعضهم داخل عربتهم العريضة، استقبلهم مبتسمًا و أسند الباب بقدمه ريثما يتمكن من إدارة العربة ليخرجهم ؛
و قد نجح في وقتٍ وجيز، دفع بهم على مهلٍ للداخل و هو يتأملهم لأول مرة مرددًا بحبورٍ و حنين للشعور الذي يفتقده بشدة :
-الله أكبر. ما شاء الله. ما شاء الله !
و أجفل فجأة حين عادت خالته راكضة شاحبة الوجه …
-إلحقني يا مراد !!
فزع “مراد” من حالتها و سألها من فوره :
-إيه حصل إيه !!؟؟؟
أمينة بهلعٍ كبير :
-إيمان مش في أوضتها لا هي و لا لمى. و دولابها فاضي.. إيمان سابت البيت ! ……………………………………………………………………………….
يتبع…