“قلت لي ذات مرة ؛ ماذا عليّ أن أفعل لتكوني لي؟.. دعني أخبرك بهذا إذن، لقد كنت دائمًا لك، و لكن معك… لن أكون أبدًا!”
_ إيمان
حلّ الصباح و لأول مرة يبيت كلاهما متخاصمان، فقد نفذت “سلاف” ما برأسها و عاقبته، لكنه هذه المرة لم يقع في شِراكها كليًا، لم يشأ أن يتقرّب إليها ليلة أمس حتى لا تقابله بالجفاء و البرودة، تحمّل أن يطبق جفونه و يغفو دون أن تكون بين ذراعيه مثل كل ليلة، و قرر أن يحل ما بينهما حين يستقيظا ؛
و لكنها لم تكن بجواره الآن، و قد فتح عيناه و لم يجدها في فراشه، خمن فورًا بأنها ذهبت إلى الصغار، تثاءب “أدهم” و هو ينفض عنه الكسل في الحال، أطفأ المنبّه و قام مرتديًا خفيّه، مضى رأسًا إلى الحمام أولًا، أدّى روتينه الصباحي و توضأ، ثم خرج و عاد إلى غرفته أثناء مروره بالرواق سمع قهقهات صغاره و أمهم فابتسم
و بعد فرغ من صلاته خرج و عرج عليهم بغرفة الأطفال، ليجد “سلاف” قد أطعمتهم و ألبستهم ملابس غير التي ناموا فيها _ كعادة كل يوم _ و ها هي تنهي تمشيط شعر طفلها الأوسط، كانوا جميعهم آية في الجمال و بهجة لنظره، فمكث مكانه دون أن يصدر صوت يراقبهم و هو يبتسم بحب و موّدة
حتى صرخ طفله الأصغر بسعادة عندما لاحظ وجوده، قام عن قوائمه و مشى كما يسير طائر “البطريق” وصولًا إليه …
-بـ بـ بآااااااااااااااععع !
انحنى “أدهم” بلحظةٍ و حمله بين ذراعيه هاتفًا :
-حبيب بابا. روحي. صباح الفل يا نور عيني !
كانت قافيته الشهيرة دائمًا في محلها، متناغمة مع اسم طفله “نور”.. احتضنه و قبّله دون أن يحيّد بعينيه عن زوجته التي ما زالت تعامله بجفافٍ و بل أزادت عليه التجاهل، فلم يجد بُدًا من إتخاذ الخطوة الأولى كعهده، سار
ناحيتها حيث كانت تجلس فوق كرسي صغير و تضع في حجرها الصغير “آدم” تضع له المرطبات العطرية الخاصة ببشرة الأطفال …