و أضافت كأنما حلّت عليها الصدمة لأول مرة :
-كدبت عليا.. خدعتني !!!
رغم حقيقة ما تقول إلا أنه إنبرى للدفاع عن نفسه بغلظةٍ :
-لأ يا إيمان أنا ماكدبتش عليكي و لا خدعتك. أنا فعلًا كملت الجامعة هنا. لكن بعدها علطول سافرت و درست برا فوق إللي درسته هنا. إنتي عارفة إن شهادات العالم التالت مش مُعترف بيها في أوروبا. و أنا كنت ببني مستقبلي. ماكنتش سامح لأيّ حاجة تعطلني و ماكنتش شايف غير كاريري و كياني. انتي أكتر واحدة كنتي عارفة أحلامي
-و انت قضيت على أحلامي أنا ! .. تمتمت بصوتٍ متهدج أثقلته دموعها الحبيسة
-عماني حبي ليك. نساني نفسي و ربّي. سلّمت لك نفسي بارادتي و وقعت في الزنا عشان بحبك.. تعرف. ساعتها و لآخر لحظة كنت مديالك الأمان. كنت متخيّلة إني حتى لو رميت نفسي تحت رجليك انت لا يمكن تخون ثقتي فيك. كنت مطمنة جدًا و مستنية تفوق و تعتذر لي و تقول لي إنك مش هاتسبني و لا تتخلّى عن حبنا.. لكن أنا إللي فقت من أوهامي على غدرك بيا. و بعدين ندالتك لما مشيت و لا بصيت وراك حتى.. انت دمرتني يا مراد !
انسحق فؤاده، بتواطؤ دموعها مع كلماتها عليه، كان هذا موطن ضعفه بالتحديد، لهذا السبب و قبل إثنى عشر سنة هو لم يستطع السيطرة على مشاعره عندما غدر بها كما قالت و وقعا في الزنا، على الرغم من أنه فعل ذلك الإثم مرارًا منذ بلوغه و حتى قبل زواجه بفترةٍ، لكنه لم يستطع أن يغفر لنفسه جرّها معه إليه
تزوج و عشق على أمل أن ينساها و ينسى ما فعله بها في لحظة طيشٍ، لكن ها هي تذكّره، و ها هو يكتشف بأنه لم يزل أسير جريرته في حقها …
-إيمان ! .. تحدّث مجددًا بلهجةٍ خاضعة كأنما يرجو لو يركع أمامها و يطلب العفو
-مافيش كلام ممكن يوصف مشاعري ناحيتك سواء زمان أو دلوقتي. انتي غالية أوي عندي. و الحقيقة إنك مش لوحدك إللي اتعذّبتي.. أنا مقدرتش أسيطر على نفسي ليلتها. كنت صغير و مش دارك. إيمان انتي عارفة ان اتربيت في مجتمع متحرر. أنا من يوم ما اتولدت و أنا عايش برا مع أبويا وأمي. أصلي عربي و مسلم و عارف تعاليم ديني.