انتفض “أدهم” صائحًا و قد وصلا أمام شقتهما الآن :
-و كمان بتترحمي على الو××× ده !!؟؟؟
سلاف بذهولٍ : أدهم انت بتقول إيه ؟ سيف مات.. ماتجوزش عليه غير الرحمة مش أنا إللي هاقولك كده !!
تجاهل حقيقة ما تقول و قبض على ذراعها غارزًا أصابعه في لحمها بقسوة :
-انتي ناسية كان عايز يعمل فيكي إيه ؟ أنا كنت هاموته !!!
تأوهت “سلاف” بألم شديد :
-آه آه. أدهـم انت اتجننت.. سيب دراعي يا أدهم بتوجعني !!!!
لم تخمد النيران في عينيه، لكنه تركها مذعنًا لارادتها، فابتعدت عنه فورًا و سددت له نظرة متخاذلة من أسفل
النقاب و هي تدلك موضع قبضته، و بدون أن تنطق سحبت سلسلة المفاتيح من جيبه و توجهت نحو الباب
فتحته بعصبيةٍ و ولجت غير عابئة له …
*****
جافاها النوم و خاصم جفونها الليلة، كانت تتقلّب فوق فراشها كالمحمومة، لا تهدأ، الحرب اندلعت بداخلها و ما من نهايةٍ لها… لن تنهتي قبل أن تراه
قبل أن تواجهه
فقد ساقه القدر إليها أخيرًا، ما الذي تنتظره الآن، مِمّ تخاف ؟
ماذا سيحدث أكثر من الذي حدث لها منذ تركها و أدار لها ظهره !؟؟؟
هبت “إيمان” من فراشها فجأة، تلهث و تنهج و هي تتحسس جبينها و عنقها الملتهب، هرعت إلى النافذة و فتحتها
على مصراعيه تشهق الهواء ملء رئتيها، غمرها ضوء الليل ببدره المنير، و كان الصمت يخيّم على الأجواء،صمت يدعم الوحش الذي أخذ ينهشها من الداخل و إلى الخارج ؛
لا يمكن أن تدعه يقهرها هذه المرة، ستكون بموتها إن تركته يفعل… حسمت أمرها
و ليكن ما يكون
خرجت من غرفتها في هدوة الليل، اجتازت أروقة شقة أمها و استلّت المفتاح في يدها، خرجت إلى الدرج و صعدته بخطى صامتة، حتى وصل إلى الطابق المنشود، وقفت أمام الشقة تتهيأ للحدث الجلل
أخذت نفسًا عميقًا مغمضة عينيها.. ثم طرقت الجرس مرةً واحدة و بقيت في الانتظار …
لحظات و إنفتح الباب و رأته كما توقّعت، جمدا الاثنان مقابل بعضهما، كتمثالين.. لم ينبسا ببنت شفة لمدة دقيقة كاملة ؛
ليخرج صوت “إيمان” فجأة مشحونًا بكل لآلام و معاناة السنوات الماضية كلها.. كانت الدموع في عينيها و نظرات الاتهام تتحدث أيضًا :
-إيه إللي جابك.. رجعت تاني ليه يا مراد !؟
يتبع…
“هنا يمكنك أن ترى أن إيمان كانت تُحب مراد دائمًا !”
ماذا توقّع بعد الذي فعله معها على الدرج !؟
لقد كان غليظًا معها و لأول مرة يقسو عليها هكذا بيده، يعترف بأنه قد آذاها عندما أمسكها بقوة قاصدًا إيلامها، إنه