إلتفتا كلًا من “مراد” و “أدهم” معًا و نظرا إليها …
وقفت على مقربةٍ منهما في حلّتها السوداء و نقابها مسدل، لا يظهر منها سوى عينيها الفيروزيتان و رموشها الكستنائية الكثّة.. على الفور أبدى “مراد” ترحيبًا شديدًا بها :
–
أهلًا أهلًا. مساء الورد. ياااااه انتي بقى سلاف ؟
بجواره كان “أدهم” يحدجه بنظرات مستنكرة حانقة، فهو لم يكن يحترم كينونتها و المغزى من حجابها الصارم، و أخذ يتفرّس فيها رغم ذلك ؛
على الطرف الآخر بانت ابتسامة في صوت “سلاف” و هي ترد عليه :
-إزيك يا مراد. أيوة أنا سلاف.. بنت خالك إللي عمرك ما سألت عنها. بس أنا كنت بشوف صورك مع بابي الله يرحمه على فكرة.
أخجلته بملاحظتها، فقال بصوتٍ خاضع :
-أنا بعتذر لك طبعًا. بس صدقيني الوضع ماكنش بإيدي و لا بإيدك. هما الاخوات دول إللي قرروا يبعدوا و يسيبوا كل حاجة. هما إللي فكوا الشمل. أنا لو كنت أعرف طريقك أكيد ماكنتش سيبتك !
-نعم ! .. ندت صيحة الاحتجاج الغاضبة عن “أدهم” فجأة
-تقصد إيه يا مراد بيه ماكنتش سيبتها إزاي يعني !؟؟؟
أدار “مراد” رأسه نحو ابن خالته و قال مبتسمًا :
-الله مالك يا أدهم.. أنا بتكلم عادي. ماتقولش إنك ممكن تغير عليها مني.
أدهم بخشونة : و ماغيرش ليه سيادتك مش راجل ؟
حاول أن يُبرر بأريحية :
-مش قصدي أنا كنت بتكلم من المنطلق إنها بنت خالي و تخصّني. و فعلًا لو كنت أعرف طريقها ماكنتش سيبتها يعني كنت هسأل عليها و أزورها باستمرار. بس. هو ده كل قصدي يا عم الشيخ.. أو يا دكتور. إللي تحبه يعني !
كان يعرف على وجه اليقين كم هو صعب طبع ابن خالته المتزمت، و هكذا بذل جهده ليخفف من حدة الموقف، أما “أدهم” فمشى ناحية زوجته و أحاط خصرها بذراعه، ثم قال محدقًا بعينيّ “مراد” باكفهرار :