-بسم الله عليكي.. إيه ده كله. ليه. ليه يا إيمان !؟؟
تركت “إيمان” طفلتها و تشبثت بأحضان “سلاف” منتحبة بحرارة :
-مش طايقاه. مش طايقة أشوفه و لا أسمع صوته.. هو جه ليه ؟ رجع ليه يا سلاف أنا بموووت. مش قادرة
أستحمل خلاص !!!
أخذت تربت عليها و تهدئها قدر ما استطاعت :
-طيب اهدي. لا حول و لا قوة إلا بالله. اهدي يا حبيبتي …
لم تساهم مواساة “سلاف” في التخفيف عنها إطلاقًا، إنما كانت تزداد بؤسًا كلما تذكرته و ترددت صدى كلماته في أذنيها.. إن كان لا يزال يحب زوجته
فما الذي جاء به بحق الله !!!!
*****
تركه “أدهم” لدقائق حتى يعتاد على الشقة المهجورة، في الحقيقة كانت شقة فاخرة كثيرًا و ذوقها رفيع، صحيح أنها خالية من الأثاث، و لكن تشطيبها كان غاية في الجاذبية العصرية.. تلك العمّة “راجية” أو أيمّا كان الذي يسكن
معها لديه تنسيق جيد
انتبه “مراد” حين عاد “أدهم” حاملًا على ذراعيه بعض الأغطية و المفروشات :
-اتفضل يا عم. شوية فرش و بطنية و كوفرتة و لحاف كمان.
ضحك الأخير معلّقًا و يحمل عنه :
-إيه ده كله يا أدهم.. انت عاوز تردمني بقى !
-الجو برد يا حبيبي و أنا مش مستعد أشيل ذنبك لو جرى لك حاجة عندي. أنا واخدك سليم ف لازم أسيبك سليم بردو.
-إيه الجو دهز محسسني إني عمر ابن أختك !
أدهم عابسًا : هي عائشة خلّفت تاني من ورايا ؟ مين عمر ده يابني !؟
قهقه “مراد” بمرحٍ كبير :
-مش ممكن. يا أخي بهزر.. القافية جت كده.
ابتسم بتهكمٍ : ماشي ماشي.. هزر.
و مضى يساعده في افتراش حيّزٍ له كي ينام به، بمرور بعد الوقت سمعا نقتين على الباب، ثم علا صوت “سلاف” الرقيق :
-مساء الخير !