كانت لا تزال راقدة بفراشها، حزينة، مكتئبة، تحتضن طفلتها الغافية على صدرها
بينما زوجة أخيها تلج إلى الغرفة حاملة صينية الطعام و هي تهتف معتذرة للمرة العاشرة :
-حقك عليا يا إيمي. و الله الولاد مش عارفة جرالهم إيه إنهاردة. شابطانين فيا بطريقة غريبة. ما صدقت نايمتهم و نزلت لك.
تبسّمت “إيمان” و هي تقول بوهنٍ :
-طيب سبتيهم و نزلتي ليه يا سلاف. اطلعي أحسن يصحوا و مايلاقوكيش يتخضوا.
جلست “سلاف” و أسندت الصينية فوق الطاولة المجاورة للسرير، تنهدت و هي تسحب هاتفها مشيرة لشقيقة زوجها قائلة :
-ماتقلقيش. لو همسوا بس هاعرف ! .. ثم تناولت صحن الحساء و بدأت تطعم الأخيرة
-يلا بقى كلي عشان تعوضي الضعف ده. بالهنا و الشفا يا حبيبتي.
استجابت “إيمان” لها و أنهت الطعام على مهلٍ.. فاطمأنت “سلاف” لاستقرار حالتها بحلول الآن و بدأت تتحدث
بحذرٍ :
-قوليلي بقى. إنتي حصل لك إيه فجأة ؟ حد ضايقك ؟
سألتها بوضوح أكثر :
-مراد ضايقك !؟؟
لعلها لم تتوقع ردة فعلها، لكن حرفيًا عينا “إيمان” امتلأتا بالدموع بغتةً و صارت غير قادرة على النطق.. توترت “سلاف” و هي تقول مجفلة :
-في إيه بس يا إيمان. إيه إللي وصلك للحالة دي.. ما كنا كويسين إنهاردة و أنا سايباكي زي الفل !
لا إراديًا، بدأت تجهش بالبكاء، فذعرت “سلاف” و اقتربت لتحضنها على الفور :