-و مين قالك أصلّا إني كنت هاسيبك تقعد هنا مع خالتك و إيمان ؟ يمكن كان يحصل لو كانت إيمان متجوزة مثلًا. كنت هاتقعد مع خالتك عادي. لكن في وجود إيمان.. زي ما انت عارف جوزها مات و قاعدة هنا مع ماما …
عبس “مراد” متمتمًا :
-أمال انت تقصد إيه يعني مش هامشي إزاي كده !؟
شرح له “أدهم” و هو يعبث بهاتفه :
-انت هاتقعد في شقة عمتي راجية.
مراد بغرابةٍ : الله. و أنا أقعد عند عمتك ليه بس يا أدهم !!؟
تأفف “أدهم” بسأمٍ و صاح بنفاذ صبر :
-يابني الشقة فاضية. عمتي سابتها هي و عيالها بعد موت سيف علطول. سابتها و مش هاترجع تاني.
-إممم فهمت !
-الحمدلله إنك فهمت ياخويا …
ثم أضاف يحثه :
-يلا بقى قوم معايا نطلع نوضب لك أمورك. زي ما قلت لك الشقة فاضية. بس لحسن الحظ مراتي حبت تغيّر أوضة ولادنا بعد ما خلفنا انت عارف إنهم تلاتة ما شاء الله. ف احنا كنا جايبين سرير واحد ماكنش هاينفعهم. نقلنا
الأوضة كلها شقة عمتي. هو السرير صغير شوية. بش معلش دبر نفسك الليلة دي بس و بكرة هاننقل أوضتي إللي في شقة أمي هنا عشانك فوق.
لم يتحمّل “مراد” كل ما سمعه فحاول الاعتراض :
-لأ أرجوك يا أدهم كده كتير. أنا مش جاي أتعبكوا. ماتخلنيش أندم إني جيت !!
أدهم بصرامة : مراااد. أنا مابحبش الكلام الكتير. انت لو وجودك مش مرغوب فيه هاقولك في وشك. عيب عليك
إللي بتقوله. إحنا أهل يا محترم.. و لا انت شايف إيه !؟
ابتلع “مراد” ريقه و هو يتطلع إليه و لا يرى بعد كلماته سوى فعلته القديمة، تتجسّد أمامه، تحول بينه و بين ابن خالته، تشعره بفداحة غلطته الآن.. الآن …
*****