و تعرّفت “إيمان” على صوته فورًا قبل أن ينادي من عند العتبة :
-أدهم !
رد “أدهم” و هو يثب واقفًا :
-أيوة يا مراد جايلك أهو …
بقيت “إيمان” راقدة مكانها، تشد الحجاب الذي حلّته أمها قليلًا عن رأسها، ثم بقيت تنصت و تترقب :
-دي كل الأدوية إللي كتبتها. جبتهم كلهم.
-ألف شكر يا سيدي.
-العفو.. المهم إيمان تبقى كويسة بس.
-الحمدلله بقت أحسن. حتى فاقت جوا أهيه.
-بجد ؟ الحمدلله …
و علا صوت في اللحظة التالية :
-سلامتك يا إيمان. ألف سلامة عليكي !
سمعته جيدًا و اخترق صوته حواسها المتألمة، لكنها لم تمنحه ردًا، فلم يبدو أنه تأثر بذلك.. بل سرعان ما انسحب و ترك الأسرة على حدة و قد أعاد الصغيرة إلى خالها
ولج “أدهم” حاملًا “لمى” على ذراعه، سلّمها إلى أحضان أمها التي ضمتها إلى صدرها بشدة و قبّلتها على رأسها بقوة :
-انتي لسا تعبانة يا مامي ؟
ترقرقت الدموع بعينيّ “إيمان” و هي ترد عليها بتأثرٍ :
-لأ يا حبيبتي أنا كويسة. أنا كويسة خالص.. بس ماكلتش كويس انهاردة. شوفتي بقى إللي مش بياكل بيجراله إيه. عشان تبقي تسمعي كلامي و تخلصي الأكل بتاعك كله.