ثم إلتفت نحو زوج أخته و ابن عمته، حدجه بنظرة عدائية تعبّر عن عدم الوفاق الدائم بينهما و قال مُشككًا فيه :
-أنا عاوز أعرف.. انت عملت فيها إيه بالظبط !؟
*****
استعادت “إيمان” وعيها أخيرًا …
كان الأمر أشبه بحالة من “الديجافو”.. شعرت بأن الموقف يتكرر مرةً أخرى
إذ ترى وجهيّ أمها و أخيها يطلان عليها بقلقٍ، و تشعر بوخزٍ في يدها، تأوهت و هي تحاول رفع معصمها، فبادر
صوت “أدهم” مستبقيًا يدها كما هي :
-لأ يا إيمان. سيبي إيدك زي ما هي.. لسا المحلول ماخلصش !
-محلول ! .. رددت “إيمان” بوهنٍ
-هو إيه إللي حصل !؟
و أخذت تتلفت حولها، فتبيّنت بأنها قد نُقلت إلى غرفتها، بينما تجاوبها “أمينة” :
-أغم عليكي يا حبيبتي. بس انتي كويسة دلوقتي الحمدلله.. ضغطك كان شوية.
تساءلت “إيمان” بتلّهفٍ :
-فين لمى.. بنتي فين !؟؟
طمأنها “أدهم” على الفور :
-ماتخافيش يا حبيبتي. لمى نزلت مع مراد أنا بعته يجيب لك شوية أدوية.. و هو كمان إللي نزل جاب لوازم المحلول.
احتجت : ليه نزلت البنت معاه يا أدهم ؟
أجاب بمنطقية : البنت كانت خايفة عليكي و منهارة. أكيد ماكنتش هاخليها تشوفك كده.. و في نفس الوقت ارتاحت و سكتت معاه. إيه المشكلة !؟
لم تجد ردًا
فصمتت و أشاحت بوجهها للجهة الأخرى، شعرت بيد أمها تربت على قدمها و سمعتها تقول بحنانٍ :
-خوّفتيني عليكي يا حبيبتي. ربنا ما يورّيني فيكي وحش أبدًا.
-إحم إحم ! .. صدرت تلك النحنحة من جهة باب الغرفة