فدخلت و وضعت الصينية من يديها فوق السفرة، كذلك فعلت “عائشة”.. ثم توّجهت نحو ابنتها و هي تهدل :
-بسم الله الله أكبر. عيني عليكي باردة يا إيمان يابنتي.. هو الجواز بيحلّي كده. تعالي في حضني وحشتيني.
و أقبلت عليها ضامّة إيّاها بقوةٍ، فتشبثت “إيمان” بأمها متمتمة بضبابية :
-و انتي كمان وحشتيني يا ماما !
و لم تعد ساقاها تقوَ على حملها أكثر، فسقطت مغشيًا عليها بين أحضان أمها …
انطلق صراخ “أمينة” في الحال، و انسحبت الدماء من وجه “سيف”.. أما “عائشة” فهرولت تنادي على أخيها
لتخبره اتباعًا لأمر والدتها
لم تمر دقيقتان إلا و حضر “أدهم” حاملًا حقيبته الطبيّة، دخل الشقة صائحًا :
-إيه إللي حصل !!؟
كانوا الآن بالصالون، و قد رفض “سيف” أن يطّلع أحد على أسرار غرفة النوم، فأراح جسد زوجته فوق الآريكة الواسعة هناك.. كانت أمها فوق رأسها تذرف الدموع و هي تخبر ابنها :
-ماعرفش يابني.. أغم عليها فجأة. حبيبتي يابنتي. إيه إللي صابك !؟
فتح “أدهم” حقيبته و أخرج سماعته يقيس النبض في صدرها، ثم استلّ جهاز قياس الضغط و لفّه حول ذراعها.. انتظر لحظاتٍ قبل أن يُقرر بصوتٍ أجش دون أن يحيّد عن وجه أخته الشاحب :
-ضغطها واطي جدًا.. لازم تعلّق محاليل !
ضربت “أمينة” على صدرها :
-يا لهوي محاليل. لـيه ؟ و تنزل من البيت يوم صباحيتها على المستشفيات !!!؟
أدهم بصرامة : ماتقلقيش يا أمي أنا هاتصرف خمس دقايق بالتليفون كل إللي محتاجه هايكون هنا …