احتدت لهجته كنظراته الآن :
-و ليه مافكرتيش ؟ عشان تفكيرك كان مع حد تاني مش كده ؟؟
ارتبكت عندما قلب مجرى الحديث بهذا الشكل، و حاولت صياغة عبارتها، لكنه قاطعها قابضًا على فكها بأصابعٍ قاسية :
-هشششش خلاص. مش مهم. مش مهم تبرري أو تقولي أي حاجة.. المهم إنك معايا في اللحظة دي. احنا ولاد انهاردة.. مش كده !؟
و مع أنه تعهّد لها بأنه لن يعيد الكرّة ذاتها مجددًا، لن يتصرّف كما كان بليلة الزفاف، أعاد كل شيء بشكلٍ أسوأ ؛
ألمها، أبكاها، أذاها.. و لم يُبالي أبدًا هذه المرة
و لولا جرس الباب الذي أخذ يدق بإلحاحٍ الآن، ما كان لينتهى عذابها على ما يُحمد عقباه، تركها على مضضٍ و هو
يُغمغم بخشونة :
-باينهم طلعوا.. خلّصي بسرعة. مش هافتح إلا و انتي معايا. لازم نبان عصافير الحب قصادهم. هاروح أجيب لك الروب بسرعة …
و اختفى من أمامها في لحظة
لكن من أين لها بالقوة الآن ؟ لقد استُنزفت بالفعل، بالكاد تمكنت من الجلوس على حافة المغطس الزبدي، و بيدٍ مرتعشة أخذت قنينة الشامبو خاصتها و سكبت على رأسها، لكنها ما لبثت أن سقطت من قبضتها الواهنة، و لم