لكن كيف كانت لها كل تلك الثقة ؟
إنه رجل على أيّة حال …
لحظة أغلق عليهما بابٍ واحد، تحوّل جذريًا انتابه، قادها مباشرةً إلى غرفة النوم و أمرها بإطاعة كافة أوامره التي
صدمتها و أخافتها في آنٍ، و حاولت أن تتحدث معه برفقٍ :
-سيف.. انت بتخوّفني منك ليه ؟ ممكن تديني فرصة بس !
رد “سيف” بجلافة و هو يحلّ ربطة عنقه :
-أديكي فرصة ؟ لإيه بالظبط ؟ مانتي كده كده جاهزة لا محتاجة مسايسة و لا مقدمات. هانتعب نفسنا على الفاضي ؟ يلا يا حبيبتي خليكي حلوة و اسمعي الكلام.. اقلعي الفستان ده. و لا أساعدك بنفسي !؟
من شدة الصدمة التي خلّفتها كلماته المتعاقبة لم تستطع نطقًا، فقد شعرت بالإهانة، و لم تشعر بأيّ شيء و هو بالفعل يهم بالاقتراب منها ليفعل ما أمرها به بنفسه دون أن يرف له جفن !
في تلك الليلة ذاقت شتّى أنواع الذل و الحرج، أحسّت بأنها صفر قيمة، لا فرق بينها و بين العاهرات، أجل.. في بضع مواطئ تعمّد زوجها أن يوصل لها ذلك انتقامًا منها على فعلتها.. اقتص منها بهذا الشكل و عذّبها نفسيًا بدهاءٍ يُحسب له
حتى تركها في الأخير بطريقةٍ مهينة، روحها مُعلّقة، تنتحب بحرقة و هي لا تجرؤ على أيّ ردة فعل، لأنها من أحطّت بنفسها إلى هذا المستوى، عليها أن تتحمل نتائج خطيئتها، عليها أن تتلقّى منه كل شيء بفمٍ مطبق.. و إلا فأنه لن يتردد و سيفضحها أمام الجميع و لا شك …
-إيمان !
استيقظت في صبيحة ليلة زفافها بدون أدنى مجهود
ارتعدت فرائصها بادئ الأمر و هي تشد الغطاء حول جسمها، بينما تتراجع منكمشة على نفسها إلى مؤخرة
السرير، أخذت تفرك عينها بقبضتها لتنظر جيدًا، فإذا بزوجها يجلس أمامها عاري الجزع، و قد وضع بجوارها طاولة الفطور التي تراص فوقها ما لذ و طاب