محاولة إفاقتها، و الصغيرة “لمى” تصرخ باكية و هي تنادي عليها بحرقةٍ …
-إيه إللي حصل !!؟ .. تساءل “أدهم” بذعرٍ لمرآى شقيقته على تلك الحالة
من خلفه جمد “مراد” في مكانه غير مستوعبًا ما يحدث، لم يتحرك إلا حين استرعاه بكاء الصغيرة الحار، انحنى صوبها من فوره و حملها بين ذراعيه مهدهدًا إيّاها بأقصى ما لديه من لطفٍ
على الطرف الآخر تمضي “أمينة” مفسّرة لابنها باضطرابٍ كبير :
-مش عارفة يابني. مش عارفة إيه إللي حصل.. أنا كنت معدية في الطرقة بصيت لاقيتها لسا هاتدخل بصينية الشاي قامت وقعت من طولها فجأة !
لم يحتاج الأمر تفسيرًا أكثر من ذلك بالنسبة إلى “مراد”.. إذ كان بديهيًا له أن يعلم بأنها سمعت الحوار بينه و بين أخيها
و إلا فلمَ يحدث لها هذا و فجأة !!
-اتصلي على سلاف يا أمي خليها تجيب لي شنطة الكشف بسرعة ! .. قالها “أدهم” و هو يحني جزعه حاملًا
شقيقته على ذراعيه بخفةٍ و سهولة
توّجه بها نحو غرفة نومها، و ذهبت “أمينة” لتحضر هاتفها، أما هو ؛
بقي “مراد” هو و الصغيرة معًا، يعلم بأنه محظورًا عليه مقاربتها، لذا آثر البقاء هنا و الاعتناء على الأقل بطفلتها …
*****
ربما فقدت السيطرة على جسمها كليًا، لكن عقلها لا يزال يعمل.. لكنه كان يعمل في إتجاهٍ آخر، لقد خاض رحلةٍ أخرى إلى الماضي
ماضيها المليئ بالمآسي و العذابات المختلفة ؛
ليلة عرسها، الليلة التي لطالما تخيّلتها بشكلٍ مثالي مع الشخص الوحيد الذي أحبّته من كل قلبها، لم تكن تتوقّع قط أن تمضي على هذا النحو المروّع.. رغم أنها تعلم يقينًا بأن “سيف” يحبها و مغرمٌ بها بحق، و إلا لما صمت و لم يذيع لها سرًا
أقلّه كانت مطمئِنة بأنها في أيدي أمينة، لأنه دمها أولًا و أخيرًا، ابن عمتها