-طيب الخلاف الأخير كان على إيه ؟
-اكتشفت إنها كانت على علاقة بابن عمها و صاحبي إللي حكيت لك عنه. عثمان البحيري.
-و اكتشفت ده إزاي ؟
سكت صوته للمرة الثانية… ليقول بعد دقيقة كاملة بصوتٍ تثقله الغصّة :
-و احنا مع بعض.. انت فاهم يعني. غلطت و قالت اسمه. خدت أكبر قلم في حياتي ساعتها.. ماتتخيّلش حالتي
كانت إزاي. كنت هاتجنن. ماحستش بنفسي غير و أنا قايم بحجز تذاكر الطيارة و مجرجرها من شعرها من لندن لحد بيت أهلها في اسكندرية.. رجعتها و جيت على هنا علطول !
-هممم.. طيب أنا هسألك السؤال الأهم دلوقتي. انت لسا بتحبها ؟
لم يتأخر ردّه بتاتًا هذه المرة :
-بحبها يا أدهم.. بحبها و مش قابل فكرة أنها ممكن تخونّي حتى و لو بقلبها. أنا حتى مش قادر أتخيّل إللي جاي من عمري منغيرها.. بحبها و عاوزها !!
كانت تبكي في الزاوية، بلا حسيب و لا رقيب.. حتى تفوّه بكلماته الأخيرة ؛
انقبض قلبها النازف منذ ما ينوف عن إثنى عشر سنة، الآن فقط أحسّت بقدر جريرتها، الآن فقط أدركت مدى غبائها
و أنها أبخست بنفسها إلى الحضيض يوم وثقت به و سلّمته عِرضها …
أخذت الأرض تميد تحت قدميها، و بالكاد أبصرت أمها تقترب، قبل أن تراها تدور أمامها بفعل الدوخة التي أمسكت برأسها.. و كان آخر ما سمعته هو صراخ “أمينة” قبل أن تسقط مغشية ! ……………………………………………………..
يتبع…
“يا له من شيءٍ مُخزٍ ؛ إنه عارٌ علينا.. إنه لمن العار أني أحببتك !”
_ إيمان عمران
انتفض كلاهما إثر سماع أصوات الجلبة الناجمة عن تكسير الأواني، و خاصةً مع صراخ “أمينة” باسم ابنها، وثب
“أدهم” عن مقعده و ركض إلى الخارج يتبعه “مراد”..
و كان المشهد كالتالي ؛
وسط حطام طقم الشاي و المياه اللاهبة، رقدت “إيمان” بلا حراك مغشيًا عليها، و قد كانت أمها تجثو بجوارها