-طيب يا إيمان. ماعنتش هاغصب عليكي.. بس عشان خاطري. من باب الذوق. اخرجي سلّمي على ابن خالتك و اقعدي معانا. ماتسوّديش وشي !
*****
قسرًا عنها، وجدت نفسها هكذا مجبرة على الالتقاء به مجددًا.. فقط نزولًا عند رغبة أمها ؛
أصرت “أمينة” على البقاء معها حتى ترتدي ثيابًا ملائمة، فاختارت “إيمان” عباءة منزلية داكنة الأوان على الطراز الخليجي، و وضعت حجابها، ثم آخر شيء.. عطرها المفضل “المِسك الأبيض”
نثرت منه بداخل جسمها، بحيث لا يتشممه سوى من يقترب منها كثيرًا أو من يضمها من محارمها، كأخيها و زوجته، أو حتى طفلتها، فهي تهوى الاهتمام بنفسها كثيرًا، حتى لو لم يكن من أجل رجل …
-السلام عليكم !
رأت تصلّب ظهره من مكانها، كانت تقف خلفه، على بعد خطواتٍ قليلة من السفرة، أمها بجانبها، بينما تراه ينهض
واقفًا و يلتفت صوبها باسرع مِمّ تخيّلت، حبست أنفاسها فورًا، حين إلتقت نظراتيهما، و انتابتها نفس المشاعر.. كلها التي شعرت بها منذ رأته اليوم قبل ساعةٍ من الآن
التوتر، دفقات الأدرنالين، الخيّبة، الحب و الكراهية في آنٍ !!!!
-و عليكم السلام. إزيك يا إيمان !
حاول “مراد” أن يبدو طبيعيًا أمام خالته و ابن خالته، قدر استطاعته جاهد حتى يستطيع النظر في عينيها مباشرةً، إذ كان صعبًا، خاصةً أنه قرأ فيهما ما توقّعه تمامًا… الخذلان !
لا.. إنه لن يطيق هذا إن استمر أكثر
لن يطيقه مطلقًا …
كان يعرف بأنها لا تصافح، أو بمعنى أصح كان يعرف بأن للمنزل الذي يقف فيه قوانين صارمة، و أن النساء هنا