سالت دمعة من عينها و هي تقف بمنتصف غرفتها، أمام فراشها الذي دارت دورتها و عادت إليهن و خلفها الباب الذي إن فتحته تلتقي بماضيها الأليم
إنه يحاصرها
لماذا عاد ؟
ماذا ينوي أن يفعل بها هذه المرة ؟
ماذا يريد منها ذاك النذل بحق الله ! ………………………………………………………………………..
يتبع…
“أجل أقرّ بأنكِ في وقتٍ ما كنتِ لعبتي.. و لكن عليكِ الاعتراف؛ أنتِ طلبتِ هذا يا صغيرتي، لقد أحببتيه و قد راق لكِ… كما أني أحببتكِ أيضًا!”
_ مراد
وضعت “أمينة” آخر صحن فوق مائدة العشاء، كان “أدهم” يجلس الآن في مكانه المعتاد، يجاوره “مراد” مطرقًا برأسه ترقبًا و اضطرابًا في آن، يتأهب لمجيئ “إيمان” بأيّ لحظة …
-يلا يا أمي بقى أقعدي ! .. قالها “أدهم” مشيرًا لأمه حتى تجلس
ثم نظر إلى “مراد” مكملًا :
-باين مراد بيه مش راضي يمد إيده على الأكل غير لما تيجي.. و لا إيه حضرتك ؟
رفع “مراد” بصره و اكتفى بابتسامة خفيفة ردًا عليه …
تربت “أمينة” على كتف ابنها قائلة :
-هاروح بس أشوف إيمان و أجيبها في إيدي و أجي يا حبيبي.
-ماشي يا ست الكل. بس بسرعة أنا مابحبش أكل حاجة باردة.
ذهبت أمه مسرعة، فالتقط “أدهم” كأس العصير و بدأ يرتشف القليل و هو يشرع بتجاذب أطراف الحديث مع ابن خالته :
-يا رب تكون أعصابك هديت يا باشا. أنا حاسس إنك بقيت أحسن عن الصبح لما كلّمتني !
نظر له “مراد” بسكينة أكدت فرضيته، فابتسم الأخير قائلًا :
-طيب.. احنا ناكل الأول و بعدين نقعد نتكلم على رواق. و خير إن شاء الله يا مراد ماتقلقش.
اومأ له “مراد” و لم يرد أو ينظر إليه.. و كأنه مُخدر الآن، من شدة التوتر و الضيق في آن، إلى أن شعر بحرارة طفيفة إلى جانبه استرعت انتباهه فورًا، لينظر فإذا يرى فتاة صغيرة، قدّر عمرها بين العامين و الثلاثة أعوام على الأقل، كانت ناصعة و مكتنزة في هذا الثوب المستوحى من شخصيات الرسوم المتحركة “كورتي البُعبُع”.. كانت