بدون أدنى تردد أو تراجع، مضت تحكي له كل شيء، و بالتفاصيل …
لم يكن ينظر إليها عندما فرغت، كان تعبيره يخلط بين الصدمة و الغضب، و كانت جاهزة لأيّ ردة فعل.. لكن ما أدهشها هو رده، إذ قال باقتضابٍ :
-بكرة هاجيب أبويا و أمي عشان نطلبك. أدي خبر لطنط أمينة و بلّغيها بموافقتك.. آخر الشهر ده هانكون مجّوزين !!
و اختفى من أمامها
تركها هكذا على ذهولها و عدم تصديقها.. لقد تم الأمر… بهذه البساطة
ستتزوج كأيّ فتاة عادية !
Back
أفاقت “إيمان” من استغراقها، كم كانت ساذجة و غرّها حب زوجها الراحل إليها ؛
لقد ظنّت أنه بسبب حبه لها يمكنه أن يتنسى أو يتناسى ما فعلت، و لكن لا.. لم تسير الأمور على هذا المنوال اليسير
فهو لم يفوّت فرصة، أو عراكٍ أو حتى مشادّة كلامية بينهما إلا و عمد إلى التلميح لجريرتها، كان يعايّرها و يضغط على الجرح كلما سنحت له الفرصة، و كان يخونها و يفسق و يرتكب كل الموبقات، بينما هي مكممة الفاه، تحفظ له صنيعه الطيب معها بأن ارتضى أن تكون زوجته، تقر بشاهمته على الأقل أسرارها لا تبلغ جدار غرفة نومها، و كان من المستحيل أن يفضحها “سيف”.. لأنه حقًا أحبها !