أتحمل كل ده تعبت …
و كانت ترتعش من قمّة الغضب و الانفعال، تأثر بمعاناتها و إن كان لم يستوعبها بادئ المر، لكنها مسّته و صار أكثر
تعاطفًا معها، أرخى قبضتيه عن كتفيها و لف ذراعيه حولها متمتمًا بهدوء :
-طيب. إهدي. خلاص.. شوفي انتي عايزة إيه و انا أعملهولك. هاعملك إللي انتي عايزاه. بس ماتضيقيش كده. إهدي عشان خاطري !
ردت عليه و الدموع في صوتها بالفعل :
-مابقتش عايزة حاجة خلاص !!
أصر عليها و هو يمسح على رأسها بحنوٍ بالغ :
-لأ إزاي. حقك عليا. أنا يمكن إنشغلت عنك بقالي فترة. ماكنتش مهتم بيكي أكتر. لكن خلاص أوعدك من إنهاردة هاغيّر كل ده. و هاتشوفي يا حبيبتي !
كافحت من أجل الابتعاد عنه، فلم يستبقيها رغمًا عنها، أفلتها كما أرادت بينما تغمغم بحنقٍ :
-انت ليه مش راضي تفهم. أنا مش عايزة أكمل. مش عايزة !!
قطب وجهه الآن و قد شعر بخطورة الوضع، فدفعه الخوف من خسارتها للتحدث بغلظةٍ :
-ليه. انتي شايفة إيه إللي حصل كبير للدرجة دي عشان تطلبي طلب زي ده. سلاف انتي لازم تفوقي و تستوعبي
كلامك. انتي عايزة تهدي حياتنا. انا و انتي و الولاد. كل مرة كنتي بتقولي كده كنت بحتويكي و بعديها عشان عارف إن مسؤولياتك كبيرة و كتر خيرك إنك شايلاها أصلًا. لكن مش قادر أصدق إنك مصممة دلوقتي كل التصميم ده !
.. و قطع المسافة القصيرة بينهما ممسكًا بيديها
تنهد و هو ينظر إلى أسفل في أصابعهما المتشابكة، عصر يديها بشكلٍ مطمئن و هو يقول بصوتٍ أقرب إلى الهمس :
-شوفي إنتي عايزة إيه. أنا مستعد أعمل أي حاجة تطلبيها. لو عايزاني أخد إجازة و أقضي وقت أكتر معاكي و
أساعدك كمان في مسؤلية البيت و الولاد هاعمل كده. لو عايزة أجيب واحدة تساعدك و أنا مش موجود أجيبها من بكرة. لو عايزة نسافر تغيري جو في أي حتة تختاريها هاعملك إللي تقولي عليه …
-مش عايزة منك انت تحديدًا أي حاجة !!! .. صاحت فيه بغتةً و هي تتنزع يديها من يديه و ترتد خطوة للخلف
-أنا عملت فيكي إيه لكل ده !؟؟؟ .. ردد مشدوهًا
دمعت عيناها من شدة العصبية و هي تقول :
-أنا بقيت عايشة في نفاق. و الحياة دي مكانتش بتاعتي. أنا وافقت بيها عشان حبيتك و رضيت بيها عشان