لذلك تصرّف بعقلانية و هو يقوم ليمشي صوبها قائلًا بابتسامة رقيقة :
-طيب يا سلاف. أوعدك هفكر في موضوع الطلاق ده. بس دلوقتي أهم حاجة.. ممكن تهدي أعصابك شوية. إيه رأيك أنزّلك تشمي هوا أو آ …
-مش عايـزة !!!! .. صرخت بغضبٍ شديد
ألجمت لسانه و أذهلته، بقى ينظر إليها صامتًا فقط، فأردفت بنفس الطريقة الفجّة :
-أنا مش بهزر يا أدهم. أنا بتكلم بجد. المرة دي مافيش مجال للهزار انت مش قادر تشوف ده !!؟؟؟
ازدرد ريقه بتوترٍ و هو يسألها :
-طيب ليه. إيه إللي حصل. فهميني ؟؟؟
-تفهم إيه ؟ مافيش حاجة تفهمها. بقولك عايزة أطلّق. و أقولك على حاجة كمان. أنا مابقاش ليا قعاد في البيت ده !
و تركته يقف بمكانه و توّجهت ثانيةً نحو الخزانة، أخرجت حقيبة ملابسها الكبيرة و أخذت تجمع أغراضها و ثيابها أمام عينيه المذهولتين على الأخير، فلم يشعر بنفسه إلا لاحقًا بها، يقبض على كتفيها و يجتذبها بعيدًا عن كل ما
تفعله صائحًا :
-انتي اتجننتي. ليه بتعملي كده. بصي في عنيا و كلميني !!!!
هزت رأسها بقوةٍ و هي تصرخ :
-سيبني يا أدهم. سيبني !!
غطى صوته الخشن على صوتها و هو يرد بعنفٍ :
-مش سايبك. ما هو حاجة من الاتنين. يا انتي اتجننتي فعلًا يا في سبب لكل إللي بتعمليه ده. و في الحالتين مش
سايبك غير لما أعرف مـالك !؟؟؟
توقّفت عن التملّص منه، و ركّزت حدقتيها الفيروزيتان بعينيه المتآججة و هي تقول :
-عايز تعرف مالي. طيب. أنا تعبت من الحياة دي. أيامي كلها بقت شبه بعض. مابقتش حاسة بحاجة بقيت زي المتخدرة بالظبط. من الصبح لبليل في متاهة خلاص مقررة عليا و حفظتها. تعبت و زهقت. تعبت و مابقتش قادرة