حقًا كان الفضول يطل من عينيها، فابتسم هازًا رأسه و هو يقول :
-لا لا يا قطة مش هاتوقعيني. مش هاتعرفي أي حاجة دلوقتي. قلت لك عندك جدول مفاجآت.. مش قلت ؟
زمت شفتيها مذعنة، فمد يده ممسكًا ذقنها بين سبابته و إبهامه قائلًا :
-الفطار هناك في التراث. غيري هدومك و اقعدي افطري ماتستننيش أنا شربت القهوة و خلاص هاخد شاور بسرعة بس !
همّ “مراد” بالإسراع للحمام، لكن زوجته قبض على رسغه و استوقفته، أدار وجهه لها و هو يرمقها بتساؤلًا، فبدا عليها القليل من الحرج و التردد
اقتربت منه كثيرًا حد اللصوق، و رفعت ذراعيه لتشبكهما حول عنقه وتشب قليلًا، وسط إجفاله ريبته، لم يحاول مقاطعتها عن أيّ شيء تفعله، فتحت فاها متمتمة على إستحياءٍ :
-ممكن تبتسم !؟
عبس مستغربًا من طلبها، لكن فك العبوس بسرعة و فعل ما طلبت، رسم ابتسامة بسيطة على ثغره، فقالت :
-أكتر يا مراد. ابتسامة أكبر !
ابتسم باتساعٍ أكثر و هو يتساءل بداخله عشرات الأسئلة، يخشى لو أنها فقدت عقلها اخيرًا، لكنّه تفاجأ حين دنت منه مقبّلة جانبيّ وجهه و الحفرة العميقة بذقنه …
أسبلت عيناها في خجلٍ من شدة تحديقه فيها، ليسألها الآن بصوتٍ هادئ :
-ممكن أعرف بس كان إيه ده. و لو مافيش سبب It’s Okay مش مهم !
تنهدت بعمقٍ و جاوبته متحاشية النظر بعينيه :