ان تنهار فوق ركبتيها، يسندها بين ذراعيه و يهزّها هاتفًا بقلقٍ شديد :
-سلاف. إهدي يا حبيبتي. إهدي و خدي نفس …
حملها باللحظة التالية، و هرول بها إلى غرفة النوم، وضعها فوق الفراش و إنقلب يفتش بدرج الطاولة المحاذية،
حتى جاء بقنينة الدواء، عاد إليها و أمسك رأسها بزاوية بين صدره و كتفه، وضع فوّهة القنينة بفمها، ثم ضغط الرأس ثلاثًا كما أشار الطبيب، لينتشر البخاخ عبر القصبة الهوائية وصولًا إلى الرئتين
و لعلها احتاجت لدقيقتين إلى ان تعافت من النوبة القاسية
جلست هادئة بين ذراعيه، و هو بدوره لم يثير أيّ نقاش، بل بقى يضمها هكذا و يمسح على رأسها بحنانٍ.. حتى
تطلّعت إليه
و بأعينٍ دامعة، مد كفّها لتداعب لحيته، تبسّم لها ببساطةٍ و لم يتكلم، فقالت هي الجملة التي لم يتوقعها الآن قط :
-أنا عايزاك.. دلوقتي !
أجفل “أدهم” بوضوح، كان غريبًا على اذنيه طلبها، إنها في الحقيقة لم تطلبه بلسانها طوال سنين الزواج، أراد أن يظن أيّ شيء آخر غير الذي فهمه
و لكن نظرتها تؤكده !!!
تنحنح “أدهم” مبددًا ارتباكه و هو يتعاطى مع الأمر بحيادية قائلًا :
-لو كنتي صبرتي شوية بس منغير كل إللي حصل من عشر دقايق كنت انا إللي طلبت منك ! .. و مسّد على خدها مستطردًا :
-بس انتي شكلك مرهق. ممكن ترتاحي شوية بس !
واصلت التحديق إلى عينيه بقوةٍ و هي تكرر :
-دلوقتي يا أدهم !!