عثرت في عينيه على تلك الشعلة التي لطالما أوقدتها فيه، و هي الرغبة، الرغبة الخالصة فيها.. عيناه الجميلتين، إنهما مزيجًا من الخضرة و الزرقة تتآلقان سواء النور أو حتى الظلام، لا تستطيع مقاومتهما أبدًا !!
ارتجفت حين ارتفعت يده و أزاحت الحجاب عن رأسها، ليتحرر شعرها من عقاله و يحيط بوجهها كهالةٍ سوداء
فاحمة.. و كان هذا بمثابة الإذن له ليمضي كما يهوى
لأنها تحبه
لم تستطع أن تقول لا.. و هو يلتصق بها و يطوّقها مانحًا إيّاها تلك القبلة الأولى بحياتها
لأنها تحبه
لم تستطع أن تقول لا.. و هو يستكشف بكفوفه معالم و دهاليز أنوثتها بجرأة صِرف
لأنها تحبه
لم تستطع أن تقول لا.. و هو يسحبها إلى الفراش دون أن يتوقف عن تقبيلها مجرّدًا كليهما من أيّ ملابس
فعلت كل شيء لأنها تحبه، لم تفتح فمها و لم تعترض أبدًا، و كانت مُدركة وخامة فعلتها، لكن لذّة الثواني الأولى في
العلاقة أنستها كل مخاوفها، استسلمت للحظة الراهنة… حتى حانت تلك اللحظة التي صفعتها.. لحظة تأكدها من الخسارة التي طالتها بقسوة، و قد كانت هذه نقطة اللا عودة بالنسبة إليه
أما هي، فقد كان كل همّها ألا يطلع صوتها إلى أن ينتهي… حتى لا توقظ شقيقتها التي لا يفصلهما عنها سوى حائط
و يفتضح أمرها !
*****
رحل “مراد” …