لم تعطه رد
لم تتمكن
و كأنها نسيت الكلام
انبعث من بين شفتيها أنينٍ متألم، و اجتذبت قطرات الدماء الناقرة فوق الأرض أنظار “مراد” الذي حدق مذعورًا إلى يديها …
-يا مجنونة.. عوّرتي نفسك !! .. صاح بها و هو ينتزع يديها بالقوة
نظر مذهولًا إلى كفيها حيث غرزت أظافرها باللحم عميقًا حتى أدمت نفسها، نظر تاليًا إلى وجهها و الكحل
الممزوج بدموعها و الذي خرّب زينتها
لم يكاد يفتح فمه مرةً أخرى ليوّجه لها كلمة، لتنتفض عليه فجأة ممسكة بخناقه صارخة و هي تضربه بشدة على صدره :
-أنا بكرهك.. بكرهك.. بكرهك… يا ندل يا حيوان بكرهــــــــك !!!
كانت قبضتاها النازفتين قد لطختا قميصه ناصع البياض، حاول أن يسيطر على حالتها الهستيرية المباغتة بما و سعه من قوة و قد فاجأته بذاءتها ؛
لكنها لم تهدأ بل و تجاهلت ثقل ثوب زفافها و استدارت خلفها نحو منضدة الزينة لتقذفه بما تقع عليه يدها أيّما كان، شتم “مراد” و هو يشدّها ليشلّ حركتها، ثم طوّقها بذراعيه و هو يهمس متوسلًا :
-إهدي يا إيمان. إهدي أرجوكي !
كانت قواها قد خارت بالفعل، و لم تبدي أيّ مقاومة بعد الآن، إنما راحت تنتحب على صدره بحرقةٍ، بينما هو يحاول
امتصاص حزنها قدر استطاعته، فأخذها و أجلسها على الفراش، فوق الورود تمامًا، ثم جثى فوق ركبتيه أمامها …
ما زال ممسكًا بيدها، فرفعت هي اليد الأخرى و مررت أصابعها في شعره الكثيف، و هي ترنو إليها بنظرات مشوّشة، إلتحم أمامها الماضي بالحاضر، و استيقظت من جديد أحاسيس قديمة، أطلقت بداخلها طوفانًا من