بدأ اطلاق الألعاب النارية بكثافةٍ أحالت سماء البيت ظهرًا، لخمس دقائق متواصلة جميع الرؤوس تنظر للسماء، حتى هدأت قليلًا و ظهرت تلك المروحية، تدور ذهابًا و إيابًا بلواءٍ يرفرف بمؤخرتها يحمل اسم “إيمان” محاطٌ بملصقات رومانسية
و آخر شيء راحت بتلات الزهور الحمراء تتساقط فوق رأسي الزوجان، بينما يقف “مراد” مقابل “إيمان” و البسمة
تعلو شفتيه الدقيقتين، ينظر بعمق داخل عيناها المبهورتين، يرفع كفّه محتضنًا جانب وجهها و هو يعلنها أمامها أصدق مَمّ سمعتها أبدًا :
-إيماني.. أنا بحبك !
*****
يمرر أنامله في شعرها، رأسها يستند على قدمه و هو يقود سيارته لأكثر من ثلث ساعة.. انتهى الزفاف أخيرًا
و رحلت معه تاركة بيت أبيها، بعد أن ودّعت الجميع، عدا ابنتها
لم تود الفتاة في الأصل توديع أمها، فقط كانت تلوذ بأحضان خالها طوال السهرة، و أحيانًا تلهو مع أقرانها من الأطفال
لم تكن تفكر “إيمان” فيها الآن، لم تكن تفكر في أيّ شيء، كان ذهنها فارغ، ضبابي يمكن !
تصحو “إيمان” فجأة، عندما تكتشف بأنه يصفط سيارته بساحة واحد من أبرز فنادق المدينة.. في الحقيقة إنه ذات الفندق الذي أشارت له ذات مرة في مراهقتها و هو كان معها آنذاك، و كم أخبرته وقتها عن رغبتها الشديد في قضاء ليلة زفافهما به
كان حلم طواه الزمن
لكن ها هو الليلة
يحققه لها