اومأ لها موافقًا و قد اتقدت الحماسة بداخله، أغلق باب الشقة أولًا بهدوءٍ و حرص شديدين، ثم مشى وراءها على أطراف أصابعه وصولًا إلى غرفتها، أدخلته أولًا، ثم استدارت خطوتين نحو غرفة شقيقتها لتتفقّدها، فتحت الباب و ورابته قليلًا، أطلّت برأسها، فوجدت الغرفة غارقة في الظلام، و “عائشة” نفسها تعزف لحن النوم الشهير خاصتها
…
اطمأنت لذلك و عادت إليه، ولجت إلى غرفتها و أغلقت الباب من خلفها، كان هو يجول هنا و هناك مستكشفًا بحماسة، يفتّش في أغراضها فوق مكتب الدراسة، و بين الأركان و كومات الدُمى و العرائس التي أوردها الكثير
منهم ليُشبع هوسها بهم، فقد كان حريصًا على ارضائها و اسعادها طوال فترة المواعدة ؛
وصل “مراد” عند الخزانة، فتحها بلا تردد و أخذ يُقلّب فيها، حتى رأته “إيمان” يعبث في درج الملابس الداخلية،
هرعت إليه و حاولت إغلاق الخزانة كلها، لكنه حجزها بقدمه مستلًّا حمالة صدر زهرية اللون
راح يلّوح بها أمام عينيها مغمغمًا بخبث :
-إيه ده إيمي.. لطيف أوي البرا ده. ماكنتش أعرف إن ذوقك حلو في الحاجات دي.
حاولت “إيمان” أخذه من يده :
-مراد ماتهزرش في الحاجات دي.. سيب يا مراد !
أمسكها “مراد” بيد، و بالأخرى قرب القماش الناعم من أنفه و تمتم محدقًا في عينيها الواسعتين سِعة أعين الغُزلان
:
-الله.. ريحتك فيهم يا إيمي… ريحتك حلوة أوي !
أجفلت “إيمان” مرتبكة منه، من كلماته، من نظرته.. من قرب …