-أنا آسف يا سادة ! .. قالها “مراد” بصوتٍ حاد :
-مضطر أسيبكوا شوية بس. خمسة كده عند العروسة و راجع تاني. لكن طبعًا و أنا ضامن إنكوا مش هاتزهقوا …
نظرا إليه باستغرابٍ، ليبتسم و هو يشير لهما برأسه تجاه بوابة المنزل :
-الليلة مش هاتخلص قبل ما تفرح العروسة. و أنا هاسيب لك الدكتور أدهم يا عثمان. انت أدرى بيه أكتر رامز لسا ما يعرفوش !
تبع “عثمان” مؤشرات صديقه و هو يومئ قائلًا بمرحٍ :
-ماتقلقش. روح فرّح عروستك. و سيب لي الشيخ أدهم.. أنا هاتصرّف معاه !!!
*****
لقرابة الساعتين لم تتحرّك “إيمان” من مكانها، كانت محطّ الأنظار، متوترة، مهزوزة، و ربما.. تشعر بالخواء
يُفترض أن يكون هذا أجمل أيام حياتها
فقد بلغت مرادها !
حققت أمنيتها الغالية و تزوّجت بحبيبها
هل هناك سبب أدعى للسعادة غير هذا !؟
و لكنها لا تزال.. و لسببٍ ما …
واجمة !
ارتعدت فرائصها بغتةً عندما فاجأها بلمسةٍ قوية، رفعت وجهها و اشتبكت عيناها بعينيه بينما يطمئنها فورًا :
-ده أنا يا حبيبتي. أنا !!
بدأت تسترخي قليلًا، و قد انتبهت لتركيز النساء كلهم عليهما، فزحفت يدها متشبثة بيده تستمد منه بعض القوة لمواجهة نوبات الهلع غير المبررة تلك …
-جاهزة للمفاجآت !؟ .. سألها “مراد” مبتسمًا بحماسةٍ
قطبت معاودة النظر إليه، فلم يمهلها فرصة للشرح، إلتفت خلفه و لا زال ممسكًا بيدها، وضع الهاتف فوق أذنه و
فاه بكلمةٍ واحدة :
-دلوقتي !
شد زوجته لتقف إلى جواره، بينما يوّلي وجهها صوبها الستار الفاصل بين سرادق الرجال و النساء، يرتفع الستار