إنه هو بذاته، بشحمه و لحمه، يقف قبالته متأنقًا مبتسمًا …
-بتتجوز تاني من ورايا !؟ .. نطق “عثمان” بصوتٍ أجش متظاهرًا بالحنق :
-لو ماكنش الدكتور أدهم عزمني مش عايز أقولك كنت هاعمل فيك إيه …
و رقت نظرته بغتةً و هو يضيف بصدقٍ :
-واحشني. واحشني يالا !
كانت هذه آخر نقطة تماسك لديه، و انهار الجليد الذي أحاط بقلبه في طرفة عينٍ، ألقى بذراعيه حول صديقه و اجتذبه معانقًا إيّاه بقوة، أمام أعين الجميع، عبّرا الصديقين عن شوقهما بشكلٍ يثير السعادة و الإنبهار
رابطة الأخوّة بينهما تجلّت بشدة، و لم يعد هنا أيّ عداء أو أثر للخلافات، لم يعد هناك سوى الصداقة.. حب لا مشروط …
_____
أضفى حضور “عثمان” البهجة و السرور على أجواء الزفاف، و قد لاحظ الجميع التحسّن الكبير في مزاج العريس، كانت لمعة عينيه ما ينقصه حقًا، و الفضل يرجع لصديقه في ذلك ؛
جلسا يتبادلان النكات و المرح، الرجال ينصتون و لا يستطيعون التوقف عن الضحك، لينضم و فجأة إلى الثنائي الوقح ضلعهما الثالث صائحًا بجلبةٍ :
-الباشا الكبير وصل. ابن الزوات هنا يا جدعان. عثمان البحيري بنفسه …
تطلّع كلًا من “مراد” و “عثمان” إلى صديقهما، علت الدهشة وجه “عثمان” بينما يهتف “مراد” باستياء :
-كل ده عشان معاليك تشرّف ؟ ده إللي جاي من اسكندرية سبقك يا رامز بيه !
يقف “عثمان” الآن و هو يبتسم أكثر متمتمًا :
-رامز الأمير !!