نظرت “إيمان” إلى يدها الممدودة، ثم لها هي.. لم تجعلها تطلب مرةً أخرى
أودعت يدها بيد الأخيرة، و قامت معها، سارت إلى جانبها بينما ينضممن بقيّة النساء خلفهما ليشهدن بقيّة إتمام العقد …
وقف “مراد” هناك، طويل، ناضجٌ و مثير جدًا، يتألّق بابتسامته الواثقة التي تعبّر أحيانًا عن غروره الفطري، خفق صدرها بالنبضات، بينما قفلت عيناه على عينيها، لتسقط بعدها على ثوبها الأبيض، استطاعت أن تقرأ في نظراته كم هي رائعة، و اكتسبت منه ثقةً كبيرة بنفسها
جلس “مراد” بمجرد أن جلست هي لا يفصل بينهما سوى “أدهم” و المأذون
شرع الشيخ المسن بإنهاء هذا الجزء الأخير من العقد، بوضع يديّ كلًا من “أدهم” و “مراد” أسفل المنديل، و ترديد كلاهما العهود و المواثيق.. تفاجأت “إيمان” في اللحظة التي أعلنهما المأذون زوجين و أوجلتها الهتافات نفسها و كأنها تسمعها لأول مرة الآن :
-بارك الله لكما. و بارك عليكما. و جمع بينكما في خير …
لم تفيق من كل هذه المفاجآت، إلا و جاء “مراد” كأنما يلحق بها قبل أن تهرب أو تتلاشى من أمامه، رأت ابتسامة
النصر تجلل وجهه، بينما يمسك بيده ليوقفها أمامه، مال نحوها ليقبّل خدّها قبلة طويلة و عميقة، ثم عانقها بقوةٍ أمام عينيّ أخيها
لا زالت لا تستوعب كل هذا، و خافت كثيرًا لولا إنها بين ذراعيه تشعر ببعض الأمان …
-تقدر تتكلم دلوقتي يا دكتور أدهم !؟ .. صاح “مراد” مبالغًا في اقترابه و لمسه لزوجته و هو يضع عينيه بعينيّ أخيها
لا يزال “أدهم” جالسًا محله و هو يرد عليه بغيظٍ غير مباشر :
-حقك يا سيدي. لأ طبعًا.. مقدرش أتكلم !
تعالت القهقهات من حولهما
سارعوا بالإنتقال للخطوة الثانية قبل غروب الشمس، بالركن المخصص لإلتقاط الصور، ذهبا الزوجين برفقة