سلّمت عليها بدفٍ و موّدة :
-إزي حضرتك !؟
رمقتها العجوز بنظرةٍ فاحصة مبهمةٍ و هي تقول آمرة :
-قوليلي ماما نازلي !
أجفلت “إيمان” و أطاعت أمرها تلقائيًا :
-ماما نازلي !!
و لم تتسنّى لها فرصة أخرى، ارتعدت فرائصها باللحظة التالية، عندما صدح صوت المأذون عبر المكبرات يفتتح عقد القران ببعض الوعظ وذكر أفضال الزواج و التعفف به.. ذات السيناريو الذي خاضته لمرتان من قبل …
جلست “إيمان” بالركن المخصص لها، فوق منصّة صغيرة، هنا على كرسي وثير أبيض اللون مثل فستانها تمامًا، بقيت ساكنة مكانها، تضم يديها في عصبيةٍ مطرقة الرأس، تعلم أن جميع العيون مصوّبة ناحيتها، و في نفس الوقت تستمع إلى ما يجري بالجهة الأخرى …
حتى حانت اللحظة المرتقبة، و سمعت المأذون يرسل في طلبها إلى المنطقة المحايدة لتدلي بموافقتها على الزواج، و كأنها تفعل ذلك للمرة الأولى !
يخفق قلبها بسرعةٍ مجنونة، حين جاءت “سلاف” مبتسمة لها تلك الابتسامة الصافية، بعد تسوية ما بينهما، رأت
“سلاف” أن ما من داعي للخصومة، و أن تقبل الأمر الواقع هو الحل الأصلح للجميع، فشقيقة زوجها ستتزوج اليوم
من هي لتعارض ؟
من هي لتخرب هذا الجمع الذي قدّره الله ؟
ربما فقط إنها وصلت في الوقت الخاطئ.. ما كان ينبغي أن تعود إلى المنزل مبكرًا هذا اليوم… ما كان ينبغي أن تسمع أو ترى شيئًا لا يخصّها !!!
-يلا يا إيمان ! .. هتفت “سلاف” و هي تلقي على رأس العروس بطرحة أخرى لإخفاء شعرها