مع حلول الثالثة عصرًا …
بدأ الإحتفال تقريبًا، بتوافد أعداد أكثر فأكثر من العائلة و الأصدقاء، امتلأت ساحتيّ الرجال و النساء، و كانا يقف كلًا من “مراد” و “أدهم” عند الفاصل بين الطرفان، يمدوا يد المصافحة للضيوف، كلٌ منهما أنيقٌ، و بالأخص “مراد” الذي ازدان بحلّة سوداء كلاسيكية، و قميص ناصع البياض أسفلها، و ربطة عنق قاتمة بخطوطٍ بيضاء
وجه حليقٌ و قد برزت ملامحه و حدوده الحادة، فمه الدقيق، أنفه المستقيم، غمازة ذقنه العميقة جدًا، كل هذا يتألق مع لمعة عينيه الرماديتان.. أما قصّة شعره البسيطة فكانت المتمّمة لكل هذا البهاء و الجاذبية الكبيرة التي يتمتع بها
كان محط الأنظار بمرور الوقت، الرجال و النساء على حد سواء، لا يصدقون بأن “إيمان” المطلقة لمرتان، و الأم
لطفلة، واتتها تلك الفرصة المذهلة للإرتباط برجلٍ مثل “مراد أبو المجد” !!
إنه منحة، هدية، لا تشوبه شائبة.. كان السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع …
أسحرته ؟ أم ما الذي قد يدفع رجلٌ مثله للزواج من “إيمان” ؟
بل و تبدو عليه السعادة !!!!
كانت أعين النساء أقواسٌ تطلق سهام الغيّرة و الحسد …
-إيمان قدامها كتير يا أدهم ؟ .. تساءل “مراد” و هو يميل صوب أذن “أدهم” :
-أطلع شوف إيه مأخرها. الفوتوجرافر وصل من بدري و كمان المأذون لسا داخل !
دنى “أدهم” قليلًا منه و قال :
-لسا قافل مع سلاف من خمس دقايق. خلاص مافضلش كتير. دلوقتي تلاقيها نزلت ..
و بالفعل، لم ينهي “أدهم” جملته، إلا و أُعلن عن ظهور العروس من جهة النساء بالزغاريد التي تعالت و ملأت
المنطقة كلها ؛
إندفعت دفقات من الحماسة بشرايين “مراد” و هو يلتفت ورائه، ليمسك “أدهم” بكتفه منبهًا :
-إيه عينك رايحة فين. ده مكان ستات !
يرزت نصف ابتسامة على فم “مراد” و هو يخبره بتباهٍ :
-لأ يا حبيبي انت تنسالي خالص حوار ستات و رجالة ده. أنا مش داخل عليهم الحمام. أنا داخل لمراتي
اقتبس “أدهم” نفس الابتسامة و هو يرد عليه :