لترد “إيمان” كدأبها مؤخرًا و كأنها كلمة السر بينهما :
-مرادي !
اتسعت إبتسامته فبانت بصوته و هو يرد عليها :
-عروستي صاحية بدري ليه ؟ مش قولنا تنامي كويس.. اليوم لسا طويل يا حبيبتي
-ماتقلقش أنا نمت بدري إمبارح. لكن غصب عني. نومي كان متقطع.. ف زهقت من نص ساعة و قلت خلاص هقوم بقى !
-قلقانة من إيه يا إيمان ؟ .. سألها “مراد” و قد تلاشت ابتسامته
كان يملؤه التعاطف تجاهها الآن و هو يسمع تجاوبه بلهجةٍ مرتعشة :
-كوابيس.. كوابيس طول الليل يا مراد !!
تجعّد جبينه الغضّ و هو يطلق نهدة عميقة من صدره، ثم قال بلطفٍ :
-أوعدك. من الليلة دي. مش هاتشوفي الكوابيس دي تاني أبدًا.. أحط بس إيدي عليكي. و محدش له عندنا حاجة بعد كتب الكتاب. هاتبقي بتاعتي أنا. أنا بس !
سمعها تتنفس بسرعة، فهمهم مبتسمًا و استطرد :
-إنهاردة في جدول مفاجآت عشانك. طبعًا مش هقولك عليهم كلهم.. لكن ممكن ألمّح عن آخر مفاجأة ..
صمتت في انتظاره، فأضاف بحماسةٍ مراعيًا عنصر التشويق عليها :
-بعد الفرح. منغير ما نقول لأي حد. هاخدك زي ما انتي بالفستان.. هانهرب. محدش هايعرف لنا طريق لحد ما نظهر بمزاجنا !
استشف من تموّجات أنفاسها أن الفكرة بالفعل أثارتها، هنا يكمن جنون العشق بينهما، هنا حيث التهوّر، الشغف.. و أحيانًا الخطر …
-قولي إن الفكرة عجبتك ! .. تمتم “مراد” مغمضًا عينيه و هو يتخيّلها حقًا أمامه
بل و يلمسها بالفعل بكلماته …
ردت “إيمان” متأثرة بكل أفكاره النشطة :