“سأعطي أيّ شيء ؛ مقابل أن أراكِ تبتسمين !”
_ مراد
يوم الزفـاف …
أخيرًا إنقضت شهور العدة، بعد عناء و عذاب استمر لسنواتٍ طويلة… كل شيء مثالي اليوم، رغم أن الزفاف سيُقام
هنا، بمنزل العروس، كان هذا شرطها الوحيد، أن تخرج من بيت أبيها كما خرجت منه أول مرة، أرادت أن تمحي الذكرى الأولى بالثانية، مع إن “مراد” رغب كثيرًا أن يصنع لها عرسًا فخمًا و عرض عليها اقتراحاتٍ عدّة ؛
إذا أحبّت أن يُقام بأبرز فنادق المدينة، أو على الشاطئ، أو حتى خارج البلاد
كان سيفعل أيّ شيء تطلبه، لذا أذعن لإرادتها في الأخير و وافق أن يكون عرسهما بمنزلها …
لكنه أيضًا أصر أن تعيش ليلتها على أكمل وجه، و أن تترسّخ بذهنا أجمل اللحظات، الليلة ستكون ليلة الأحلام
لحبيبته
ليلة عمرها الحقيقية
ما مضى بعمرها لم يكن سوى حلمٍ سيئ.. و الليلة ستنال مرادها !
*****
إنه هنا منذ البارحة، بعد إنتهاء ليلة “الحنّاء”.. عرض “أدهم” عليه أن يمكثا معًا بشقته بينما “سلاف” و الأولاد سيقضوا الليل بشقة أمه
وافق “مراد” برحابة صدر، و استيقظ في الصباح مليئًا بالنشاط و السعادة، في تمام الثامنة صباحًا، كان هو و
“أدهم” قد فرغا من تناول الفطور، و تأهبا للذهاب إلى بيت الأزياء ليحضرا بذلة العريس، ثم بعدها إلى صالون الرجال ليتجهّزا سويًا …
-أنا مش ممكن أدخل أشوف إيمان !؟ .. تساءل “مراد” و هو يقف بجوار “أدهم” داخل المصعد
نظر له “أدهم” معلّقًا باستنكارٍ :
-واضح إن عندك مشكلة في تقدير الأوضاع. حضرتك ناسي إنك لسا ماكتبتش عليها.. بأيّ صفة تشوفها ؟
تأفف “مراد” : يا أدهم مش معقول كده. الدنيا كلها عارفة إن الليلة دي فرحنا أنا و إيمان. يعني في نظر الكل إحنا في حكم المتجوزين بتقفّلها عليا ليـه !؟؟