-بوسة بقى ! .. تمتم “مراد” مشيرًا بسبابته إلى خده
لتنظر الصغيرة نحو خالها نظرة كمن يطلب الإذن، فأومأ “أدهم” سامحًا لها و هو يقول :
-بوسيه يا لمى. مراد بقى زي باباكي. من هنا و رايح ممكن تقوليله بابا لو حبيتي !
أول من جفل لهذا التصريح كان “مراد” نفسه، كلمات “أدهم” خلقت بداخله شعور لأول مرة يختبره، لكنه… شعورٌ جميل !!!
-يعني هو ده مراد إللي مامي بتحبه ؟ .. وجّهت “لمى” سؤالها لخالها
بُهت “أدهم” و لم يستطع إجابتها للحظاتٍ، لتستطرد و هي تعبس بغضبٍ و تدمع من جديد :
-ده مراد إللي مامي كل يوم بتعيط عشانه. و مش عاوزة تشوفني عشانه.. أنا مش هاقوله بابي. ده مش بابي. انا
بكرهه. بكرهه. بكرهه …
و انفجرت باكية و هي تقفز من على قدم “مراد”.. أطلقت ساقيها راكضة للداخل بينما ينادي خالها عليها و اللوعة في صوته كبيرة :
-لــمى.. لـــمى !
و لكنها لم تتوقف، و اختفت بإحدى الغرف، أتت “سلاف” على إثر الصياح و الصراخ متسائلة :
-في إيه يا أدهم !؟
كانت تضع نقابها الآن، أقلقها تعبير زوجها الجازع بينما يخبرها :
-لمى. مش عارف أتصرف معاها إزاي. من فضلك يا سلاف أدخلي شوفيها فين و حاولي تهديها
أومأت “سلاف” : حاضر.. داخلة أهو حالًا
ذهبت إلى الصغيرة في الحال، ليتنهد “أدهم” هازًا رأسه بيأسٍ و هو يقول بخفوتٍ :