-إيمان ! .. همس “مراد” باسمها و هو يحتضن كفّيها و يرفعهما لفمه
رفرفت بأجفانها و الدموع عالقةً بهما، راقبته و هو يزداد انفعالًا في قبلاته على يديها و كلماته التي ينطق بها بصدقٍ لم تعهده من قبل :
-أنا بحبك. مايهمنيش حد. عايزك.. مافيش حاجة محتاج لها في حياتي أد ما أنا محتاج لك. حاسس إن عقلي
هايطير منغيرك. بحبك. إيمان !
لم يستطع إضافة كلمة أخرى
إذ إنفتح باب الغرفة و ظهر “أدهم” …
تطلعت “إيمان” نحوه دون أن تفزع هذه المرة، دون حتى أن تحاول سحب يديها من بين يديّ “مراد”.. لقد وصلت لنهاية الطريق و سئمت آلامها و عذابها كله
هذه المرة كان “مراد” هو من تركها
قام متجهًا نحو أخيها و هو يقول بتأثرٍ العالم :
-أدهم. لو سمحت آ …
قاطعه “أدهم” بإشارة من يده، و دعاه ليخرج أمامه، فعل “مراد” ما طلب منه، وقف بالخارج قبالة “أدهم” و خلف باب غرفة “إيمان” المغلق
نظر إليه بمزيجٍ من الخجل و الرجاء و قال :
-أدهم. أرجوك.. أنا بحبها. و هي بتحبني !
-ليه ماقولتش الحقيقة !؟ .. سأله “أدهم” مباشرةً
لم يكن غاضبًا كالمرة السابقة، و فورًا فهم “مراد” قصده.. صمت بينما يتابع “أدهم” :
-ليه ماقولتش إن جوزها إللي عمل كده. محتاج أفهم وجهة نظرك !
لم ينطق “مراد” سوى :
-أنا بحبها. بحب إيمان. و أخاف أقولك إن رأيك أو رأي أي حد مابقاش يفرق معايا. أنا مش هاسيب حد يزعلها تاني.
مش هاتعيش كده تاني.. و مش هاسمح بده و اعمل إللي تعمله مش هارجع عن كلمة واحدة قلتها !!
علت ابتسامة “أدهم” تدريجيًا، ثم قال بصوته الهادئ الرخيم :
-انت ماكنتش محتاج تقول أكتر من كده. عشان أسلّمك أختي و قلبي مرتاح. بعد ما هي بنفسها حكت لي و عرفت إللي مالك عمله. هو كمان راح القسم و المحضر إللي ضدك سقط.. الظروف كلها كانت ضدك إمبارح. إنهاردة كلها في صفك و إيمان اتطلقت !
سحب “مراد” نفسًا عميقًا، لا يستوعب مباركة “أدهم” و كلماته المتضامنة بهذه السهولة، بعد وجهه الآخر الذي رآه قبل يومًا واحدًا …
-حتى لو عاوز مش هقدر أبعدكوا عن بعض ! .. قالها “أدهم” و لا يزال محتفظًا بابتسامته