انتشرت صعقةٍ كهربائية من معدتها إلى كافة أعضاؤها و شرايينها، ذلك لإدراكها بأن ما من أحدٍ غيره، هو.. “مراد” …
هذا ليس حلمًا.. و لا يوجد رجل معها الآن سواه
لأنها تشعر به كشعورها بالحياة، و لأن لا أحد آخر يستطيع أن يجعل جسمها يتفاعل مثل الآن غيره هو، و حتى دون
أن يلمسها …
تغمض عينيها بشدة و تترقّب بينما دقات قلبها تتسارع و عضلاتها تتصلّب أكثر… إنها مرتعبة، حائرة، بائسة !!!
شهقت “إيمان” دون أن تفتح عينيها في اللحظة التي لمست كفّه جبينها و شعرها، جاشت مشاعرها من مجرد لمسته، أرادت أن تنفجر، أن تصرخ و تعلم أن صرختها ستكون أطنانًا من الحسرة و الحزن …
-إيماني !
لا يُصدق ما يمكن أن يفعله بقلبها سماع صوتٍ تمنت كثيرًا أن تسمعه… نطق بكلمةٍ واحدة، إلا أنه بتلك الكلمة أذاب قلبها و أعاد قولبته من جديد
يهمس “مراد” مرةً أخرى مقابل شفتيها مباشرةً :
-أنا عارف إنك صاحية و سمعاني. أنا خدت لك حقك. و أدهم مش هايعرف حاجة. خلاص. ماعادش حد يقدر يئذيكي من إنهاردة.. عدّي من هنا لتلات شهور. هاتجوزك. هاعمل لك أحلى فرح. كل حاجة هانعملها من أول و جديد سوا كأنها أول مرة. مش هاتشوفي في إللي باقي من عمرك غير السعادة. السعادة و بس.. يا إيماني !
_____
قبل إثنى عشر ساعة …
نجح “رامز الأمير” بعلاقاته و بعض نفوذه بالحصول على أمر افراجٍ عن صديقه مقابل كفالةٍ مالية، ليخرج “مراد”
معه متجهين رأسًا إلى مزرعة “الأمير”.. حيث يتحفّظ “رامز” على “مالك” كما أوصاه صديقه
خلف الواجهة الخضراء، هناك عند اصطبل الخيل، المبنى المخصص لتجهيز الجياد، كان “مالك” يجلس مجلل بالأغلال و قد وقف فوق رأسه فردان من الحراسة