صاحت “أمينة” بتلهفٍ بينما الدموع تفيض من عينيها :
-حبيبتي يابنتي. حمدلله على سلامتك. أنا كنت بموت يا إيمان. من خوفي عليكي.. ربنا رحم قلبي. يارب يطمني عليكي يابنتي ماشوفش فيكي سوء تاني يا إيمان !!
كانت مصابة بالجفاف لدرجة أنها بدأت تبكي دون ذرف دمعةٍ واحدة، ضمتها أمها إلى صدرها مواسية :
-بس. بس يا حبيبتي. اسم الله عليكي.. ماتخافيش أنا امك هنا. جمبك. محدش يقدر يئذيكي طول مانتي في حضني. أنا طول الليل كنت جمبك. ماسبتكيش لحظة !
لم تستوعب “إيمان” إنها غابت عن الوعي ليلةً كاملة، أو لعلها أكثر من ليلة.. لا تدري …
-آ. أ أد هم ! ..تأتأت “إيمان” بمشقةٍ
ردت عليها “أمينة” في الحال :
-بنتك هاتتجنن عليكي. أخوكي راح يجيبها. زمانه على وصول يا حبيبتي اطمني …
و نزحت دموعها بظاهر كفّها قائلة :
-أنا هاروح أدي خبر للدكتور إنك فوقتي. لازم تخرجي من العناية دي. لازم تخرجي من المستشفى دي كلها في أقرب فرصة.. بيتك أولى بيكي يابنتي !
*****
كان يجلس بالمخفر الآن، في قفص الإحتجاز و الأغلال بيديه، لا يدرك أن فمه متوّرم و ينزف ببطٍ جرّاء لكمات ابن خالته، لا زال في نفس الحالة الواجمة التي كان عليها بالمشفى …
تسيطر عليه فكرة فقدانها.. يفكر كيف يمكنه العيش بدونها !؟
بعد ضلّ بعدها لسنواتٍ و عاد ليكتشف بأنها أرضه و قراره
خارطته، وجهته، بوصلته، منارته… إنها امرأة حياته كلها و حبّه الوحيد
لا
سيكون أكبر عقابٌ له
لن يتحمله و لن يقوَ على عيش أيّ حياة !!!
-مـرااااد !