فتح فاهه لينفي في الحال، و لكن جملتها رنّت بأذنيه: “ماتخليش مالك يقول حاجة. ماتخليش أدهم يعرف حاجة !”
غصّ النفي كله بحلقه و لم يتكلّم، فازداد غضب الطبيب و هو يخبره :
-كده كده الشرطة بتحضر في أي حادثة. و في عسكري هنا على باب المستشفى مش بيمشي. هاندي له خبر و القسم هايبعت ظابط يفتح محضر.. عن إذنك !
و تركه عائدًا إلى غرفة الطوارئ حيث “إيمان” …
_____
-مـراد !؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أفاق “مراد” من استغراقه على صوت إبن خالته، هو الوحيد الذي انتزعه صوته الدوّامة السحيقة …
رفع رأسه تجاه الصوت، ليرى “أدهم” مقبلًا عليه عبر الرواق الطويل في إثره خالته.. كلاهما يملأ أعينهم الذعر و علامات الإستفهام …
-إيه إللي حصل !؟؟؟ .. تساءل “أدهم” و هو يلهج بأنفاسٍ عنيفة ما إن وصل أمامه
قام “مراد” واقفًا ليواجههم، و تسابقت “أمينة” بالتساؤلات عقب إبنها :
-في أي يا مرااااد بنتي فيـن ؟؟؟؟
وجّه “أدهم” السؤال البديهي في الحال :
-انت بتعمل إيه هنا أساسًا ؟ .. و نظر لأمه :
-إيمان مش المفروض مع مالك !!؟؟؟
نظرت “أمينة” بدورها إلى “مراد” منتظرة جواب سؤال إبنها منه هو.. لكنه لم يرد… وقف عاجزًا تمامًا
يحدق فيهم فقط و تعابيره كلها خالية من أيّ مشاعر …
-مـا تـرررررردددددددددد !!!! .. صرخ “أدهم” فيه :
-إنطــق و قـولي أختـــي فيـــن. حصلـها إيــه ؟؟؟؟؟؟؟
-هدوء من فضلكوا !
أتى الصوت الرجولي الصارم من خلفهم فجأة
إلتفت الجميع إليه، و نظر “أدهم” ليرى امامه ضابط يرتدي الملكي.. قبل أن ينبس أيّ منهم بكلمة، تكلّم الضابط
الثلاثيني بشدة :
-حضرتكوا أكيد أهل المجني عليها …
-المجني عليها !؟؟؟ .. قاطعته “أمينة” نائحة :
-بنتـي جرالها إيه ياناس. بنتي فين. أختك فين يا أدهم ؟؟؟؟
رد الضابط بحزمٍ :
-إهدي يا مدام من فضلك. احنا واقفين في مستشفى و في مرضى نحترم ده لو سمحتوا
-أختي فين و حصلها إيه يافندم ؟ .. سأله “أدهم” مباشرةً