زم شفتيه بتعاطفٍ على الصغيرة و أسفٍ على أمها، لكنه بدد ذلك التعبير فورًا و قال بنعومةٍ :
-حبيبتي إنتي بنت شاطرة و كبيرة. صح مابقتيش صغيرة. يعني زي ما ماما بتاخد بالها منك إنتي كمان تاخدي بالك من ماما.. و أنا كلّي ليكي يا قلبي. أوعدك كل يوم أحكيلك حدوتة إلا مثلًا لو وقع مننا يوم كنت فيه تعبان زي
إمبارح.. تمام ؟
أومأت له مرةً أخرى …
-يعني خلاص صالحتيني !
ابتسمت و دنت لتقبّله على لحيته الكثّة، ففاجأها و هو يظهر من جيب سترته مغلّف الحلوى المفضل لها، شهقت من الإثارة، فقدمه لها غامزًا :
-عشان تعرفي إني كده كده كنت جاي أصالحك. مقدرش على زعل حبيبة قلبي
أخذته “لمى” من يده و صاحت و هي تحتضنه بشدة :
-خـالو حبيبي. بحبك بحبك بحبك أد الدنياااااااا ….
علّق “أدهم” مستاءً :
-الدنيا هاتخلص في يوم من الأيام يا لمى. كده ممكن حبك ليا يخلص !؟
تراجعت لتنظر إليه. فكرت قليلًا و قالت بابتسامة متألقة :
-أيوة خلاص. بحبك أد الجنة !
أعجبه ما قالت …
-صح كده. هو ده الكلام. حبيبتي ! .. ثم سألها بمرونةٍ :
-ماما رجعت إمتى ؟
جاوبته الصغيرة بهزة كتف :
-لسا مارجعتش
قطب “أدهم” مرددًا :
-معقول. كل ده برا …
ما كاد يتمم جملته إلا و جاءت “سلاف” مسرعة من الداخل و في يدها هاتف “أمينة” …
-أدهـم !!! .. هتفت “سلاف” شاحبة الوجه
خفق قلب “أدهم” بين أضلعه بقوةٍ لمرآها هكذا و هب واقفًا و هو يسألها بقلقٍ :
-في إيه يا سلاف !؟؟؟
ردت “سلاف” بالكاد و لا زالت تحت تأثير الصدمة :
-سيبت عمتو أمينة بتلبس. جات لها مكالمة. حد بيقول إيمان نقلوها المستشفى في حالة خطر !!!
*****