-لمى.. ماجتيش تسلّمي عليا و تبوسيني ليه زي كل يوم ؟
لكنها لم ترد عليه، فكرر ندائه باستغرابٍ مدهوش :
-لمى.. إنتي سمعاني !؟
لا رد أيضًا …
فقام تاركًا أولاده ليمضي نحوها، وقف أمامها و أمسك بكتفها بضغطة خفيفة و هو يقول بصوتٍ أجش :
-أنا بكلمك يا لمى. مش بتردي عليا !؟ .. ثم أمرها بحزمٍ :
-بصيلي …
أطاعت “لمى” و تطلعت إليه ببطٍ، ركّزت عيناها الواسعتين كعيون الغزال مثل أمها على عينيّ خالها الحادتين، ما إن إلتقت نظراتهما حتى لانت نظراته و مسح على شعرها الناعم متمتمًا :
-بقى مش بتردي عليا يا لمى.. إنتي زعلانة مني يعني ؟
أومأت برأسها وهي تقلب شفتها السفلى بحزنٍ جمّ …
تنهد “أدهم” و انحنى ليحملها على ذراعه، مشى خطوتين و جلس فوق مقعدٌ قريب، أجليها على حضنه و قال
بلطفٍ و هو يربت على ظهرها :
-قوليلي بقى زعلانة ليه حبيبة خالها ؟
إلتمعت عيناها و هي تفتح فاها الصغير لتقول بصوتها الطفولي الحلو :
-عشان انت إمبارح طلعت و سبتني منغير ما تحكيلي حدوتة زي ما بتعمل كل يوم ..
همهم و هو يخاطبها باسلوبه المقنع :
-أمم.. طيب مش أنا قلت لك إمبارح إني تعبان طول اليوم و محتاج استريح و أنام عشان شغلي ؟
أومأت ثانيةً، فابتسم مكملًا :
-يبقى تزعلي مني عشان كده. إنتي تحبي خالو يبقى تعبان !؟
هزت رأسها أن لا و قالت بتأثرٍ تشوبه نبرة بكاء :
-أنا زعلت عشان مش بقيت أعرف أنام كويس غير لما تحيكلي الحدوتة و تحضني لحد ما أنام. مامي مش بتعرف تعمل كده و بتفضل تعيط طول الليل و أنا بكون صاحية زعلانة لحد ما هي تنام !