تراجع “مالك” عدة خطوات، جفل و أمسك بيداه مؤخرة رقبته بإحكامٍ، بقى على هذا الوضع حتى دق هاتفه مجددًا، انتفض و هو يحدق فيه حيث هو فوق الأرض …
نظر له “رامز” مستفهمًا، فأخبره “مالك” بصوتٍ مهزوز :
-ده. ده.. ابن خالة إيمان. و. عشيقها. إيمان اتصلت بيه من تليفوني قبل ما اكسر عليها الباب !
إنقطع الإتصال مع إتمام “مالك” سرد الحدث، لكن لم تمر دقيقة أخرى و دق الهاتف مرةً أخرى، حينها لم يتردد “رامز”.. إلتقط الهاتف أمام عجز “مالك” الكامل و فتح الخط …
*****
كان يقود كالمجنون حتى و هو لا يعرف أين عليه أن يذهب، لا زال يجهل مكانها، محمّر العينين، محتقن الملامح
كان يلهج بأنفاسه العنيفة و هو يُكرر كلماتها بأذنيها و يتخيّلها عندما أخبرته بأنها تموت …
لا يمكن
“إيمان”
لا يمكن أن يحدث هذا !!!
أمسك هاتفه بعصبيةٍ و حاول الإتصال مجددًا بالرقم الذي اتصلت به من خلاله، لكنه لا يرد.. لا يرد أبدًا
و لا يستطيع أن يفعل أي شيء، لا يستطيع حتى أن يهاتف “أدهم”.. ماذا يقول له !؟؟
بأيّ صفة يتجرأ و يتخطّى الحدود معه من جديد !!!!
اللعنة اللعنة اللعنة …
-آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ! .. شقّت صرخته المقهورة جنابات السيارة و هو يضرب المقود بيديه
المدمرتين مرارًا
إزداد وجهه احمرارًا و طفرت الدموع من عينيه، كان قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد عقله على الأخير، فأمسك هاتفه و حاول الإتصال مرةً أخرى …
هذه المرة إنفتح الخط و رد عليه صوت رجولي حاد :
-لو عاوز تلحقها هاتيجي على العنوان إللي هاقوله لك منغير شوشرة. ماعندهاش وقت كتير !!
-هـي فيــــن ؟؟؟؟ .. صاح “مراد” بضراوةٍ مستوحشة