-أنا عاوزة خالو أدهم. عاوزة خالـووو …
ضمتها “إيمان” إلى صدرها ثانيةً قائلة :
-طيب خلاص يا لمى. خلاص يا روحي هاعملك إللي إنتي عاوزاه. ماتعيطيش بقى عشان خاطري !
في جهةٍ أخرى، يتنهد “مالك” بسأمٍ و هو يقول :
-إيمان أنا ماشي طيب. هاكلمك لما أروح …
أدارت “إيمان” رأسها و نظرت إليه، و كأنها تمتن لأنه قال ذلك، أومأت له :
-تمام. هاستنى تليفونك.. مع السلامة
لكنه لم يقبل بوداعٍ كهذا، مد يده و مرر كفّه على ظهرها مِمّا تسبب لها بقشعريرةٍ قوية، كل عصب ينطق بالنفور من لمسته، حتى قبض على ذراعها، شدّها مراعيًا عدم لفت إنتباه الصغيرة.. غسلت أنفاسه الساخنة أذنها و هو
يهمس لها :
-أوعديني ماتفكريش في حاجة طول الليل غيري. و إوعك تفكري تخلعي من معادنا بكرة.. هازعل منك أوي. ماشي يا إيمي !
و سرق قبلةً خاطفة من خدها …
-باي يا لولي يا حبّي ! .. قبّل ابنة أخيه مودعًا
-أشوفك بكرة بقى. و ليكي عندي مفاجأة كبيرة هاتعجبك. بس تسمعي كلام مامي إتفقنا ؟
لم ترد عليه الصغيرة و اكتفت بالصمت و هي تلوذ بأحضان أمها ؛
مر “مالك” متجاوزًا “لمى” و من وراء ظهرها بعث بقبلة في الهواء لأمها أتبعها بغمزة، ثم اختفى.. اختفى و لكنه ترك أثره يزلزل تلك المسكينة ذعرًا …
*****
استيقظ اليوم متأخرًا على غير عادته مؤخرًا، فقد قضى الليل كله ساهرًا على أعماله الهامة التي هو بصدد نقلها جميعًا إلى هنا بلده الأم، حيث قرر سواء ظفر بـ”إيمان” أو لا فإنه جاد بشأن الاستقرار هنا
لن يهاجر مجددًا، لقد اكتفى من الغربة و سنوات التيه، آن أوان التنعم بحياته الحقيقية، و اعتناق شخصيته الأصلية، ليست تلك المصطنعة التي اكتسبها جراء فجراته و غدراته، هو ليس هذا الرجل السيئ تمامًا، و سيبذل وسعه ليثبت عكس ذلك …