-أنا مش قصدي إللي فهمتيه. كل إللي أنا عايزه بس أحس إنك بتاعتي أنا. نفسي مثلًا أضمك في حضني براحتي. منغير رقابة. أقولك كلام نفسي تسمعيه مني.. عايز اتأكد إنك ليا أنا. ماحسش بأي تهديد زي ما حسيت إنهاردة. أنا عارف إنه شعور وهمي. لكن أنا محتاج أمحيه خالص. و منغير ما أضايقك. صدقيني.. و خليكي واثقة فيا شوية.
إنتي مراتي يا إيمان. محدش ممكن يخاف عليكي و يحميكي زيي !
أفكارها لا تنسجم مع كلماته، جسدها لا يستسيغ أيّ من لمساته، إنه غريب، إنه مُقيت
يا للقرف !!!
-مامي !
أعاد نداء “لمى” القريب الأوضاع إلى نصابها، و أطلق “مالك” سراحها، أخذت تعدل ثيابها مسرعة و هي تخرج من وراء الشباك، في نفس اللحظة ظهرت صغيرتها على أعتاب الشرفة، وقفت “إيمان” أمامها مادة يدها لتربت على
رأسها …
-نعم يا لمى عاوزة إيه يا حبيبتي ؟ .. تساءلت “إيمان” و هي تداري احمرارها بكفها قدر المستطاع
عقست “لمى” حاجبيها قائلة بصوتها الطفولي :
-خالو أدهم مش عاوز يلعب معايا !
مسّدت “إيمان” على خدها بلطفٍ :
-حبيبتي أكيد خالو تعبان و عاوز يستريح. هو لسا برا ؟
هزت الصغيرة رأسها :
-لأ. هو خالتو سلاف طلعوا و أخدوا آدم و نور. سابو عبده لتيتة بس ..
-طيب يا حبيبتي شفتي إنه طالع يستريح إزاي !؟
لوت “لمى” فمها باستياءٍ :
-بس أنا بحب ألعب معاه. و خالو بيحكي لي حدوتة كل يوم. إنهاردة مش هايحكي لي !
و أغرورقت عيناها بالدموع، حتى إنهمرت بالفعل و أفلتت شهقات بكاءٍ من بين شفاهها، سارعت “إيمان”
باحتضانها و هي تقول :
-لأ يا حبيبتي. لأ ماتعيطيش عشان خاطر مامي.. طيب مش أنا بحكي لك حواديت حلوة بتعجبك !؟
-أنا عاوزة خالو ! .. نهنهت “لمى” ببكاءٍ حار و صوتها مكتومٌ في صدر أمها
تدخل “مالك” في هذه اللحظة جاذبًا الصغيرة إليه :
-خلاص يا لولي ماتزعليش. تحبي أستنى أنا معاكي و نلعب للصبح أو نعمل إللي إنتي عاوزاه لحد ما تنامي ؟
قاومت “لمى” يديّ عمها مغمغمة :