وحيد تريده بكل جوارحها… هو “مراد” الذي تخضع له كل ذرة بكيانها و تهتف باسمه و تنتمي إليه فقط.. فقط “مراد”.. لعنة عشقه التي تلاحقها ما دامت حيّة و ربما حتى بعد مماتها !!!
كتمت شهقة عندما سحبها من يدها بغتةً لتقف، شدّها بقوةٍ نحو زاوية الشرفة المعتمة خلف الشباك تمامًا،
حاصرها هناك و قد اصطدم صدره الصلب بصدرها الطريّ المتماسك …
-مالك ! .. تمتمت “إيمان” بارتباكٍ شديد
لكنها لم تفلح في تكوين جملة أخرى، ليفاجئها و هو يجذب وجهها بكفّيه نحو وجهه، أخذها في قلبةٍ ناعمة، بالكاد
فمه يمس فمها مسًّا خفيفًا و قد راعى القطع في شفته الذي تسبب له فيه غريمه ظهر اليوم …
أخيرًا وجدت اللإرادة بنفسها و هي تحاول إبعاده عنها و تتملّص منه مغمغمة :
-مايصحش كده يا مالك. من فضلك.. ماما و أدهم. و لمى كمان ممكن تيجي في أي لحظة. مــالك !!
جمد فجأة ضدّها، و أحسّت بجسده يتصلّب و يزداد حرارة، و الأدهى حين نظرت بوجهه و لاحظت إلتماع عينيه بنظرةٍ ضارية، ارتجف قلبها بشدة لا تعرف لماذا تشعر بهذه الخطورة كلها إزائه.. بينما تمكن أخيرًا من ضبط نفسه و استعادة هدوئه
تنفس بعمقً و فك حجابها قليلًا و أطلق أنفاسه الحارة في عنقها، محاولًا بذلك أستمالة عواطفها، و لكن عبثًا، هذا الباب تحديدًا ليس له سوى نسخة مفتاح واحدة، تلك بحوزة رجلٌ واحد
هذا الرجل هو “مراد” !
-مش قادر أصدق إنك بقيتي مراتي و مش عارف إزاي أقرب منك زي ما بتمنى !!
كان همسه حارًا، عزز نزعة الخوف بصدرها، خوفٌ غريب مجهول المصدر …
ضغط بشفته على جانب فمها متمتمًا :
-لما أمشي هاتقولي لأدهم إننا هانعمل مشوار إنهاردة بكرة. و أنا هاجيلك بكرة في نفس المعاد الضهر. هانكون لوحدنا. مش هاجيب مايا معايا. هاخدك و نروح أي مكان نبقى فيه لوحدنا !
تحفزت بين ذراعيه الآن و هي تقول من فورها بجمودٍ :
-إيه إللي بتقوله ده. انت قصدك إيه يعني ؟ إللي بتفكر فيه ده مش آ ا …
-إهدي يا إيمان ! .. قاطعها للمرة الثانية
ثم سعى لإقناعها ضاغطًا عليها ما استطاع بحيّله الماكرة :