أيّ حديث
لا زال يدرسها.. و لو لم يبدي ذلك مباشرةً …
-الباب يا عمتو ! .. قالتها “سلاف” و هي تقوم لتبحث عن نقابها
ربت “أدهم” على مرفق والدته قائلًا :
-خليكي يا أمي أنا قايم أفتح ..
و قام “أدهم” ماسحًا يديه بمنديلٍ من القماش، ثم توّجه نحو باب الشقة، مد يده و فتحه على الفور… كانت ملامحه
عادية.. حتى رآى أمامه “مالك” !!
تصلّب “أدهم” تمامًا، وقف مكانه يحدق بزوج أخته فقط، أصابعه تمسك بمقبض الباب بقوةٍ، كلّما تذكر كلمات “مراد” و أن ذاك الأخير أراد حقًا أن يؤذي “إيمان” و يمد يده إليها بسوءٍ، كانت النيران تستعر بداخله، يحجّم نفسه
بصعوبةٍ حتى لا يتهور عليه …
-مساء الخير يا أدهم ! .. قالها “مالك” مبتسمًا بوداعةٍ
كان يضع اللاصق الطبّي أسفل حاجبه الآن، و قد بدّل ثيابه الرسمية بأخرى رياضية مريحة …
-إيمان موجودة !؟
تكلّم “أدهم” بجمودٍ فظ :
-هاتروح فين يعني. طبعًا موجودة.. خير يا مالك عايز إيه ؟
مالك بلطفٍ : إذا سمحت يعني. ممكن أدخل أشوفها !؟
-ليـه ؟ عشان تمد إيدك عليها تاني ؟؟
-أنا عايز أعتذرلها. من فضلك يا أدهم.. اسمح لي بس أقعد معاها خمس دقايق. أرجوك !
في النهاية فإن له كل الحق
إنها زوجته، و إذا أرادها فله ذلك بكل تأكيد، لا يحق لـ”أدهم” منعها عنه، لذلك، تنحى جانبًا و سمح له بالدخول أخيرًا …
دلف “مالك” مبتسمًا بود :
-متشكر !
رافقه “أدهم” إلى الشرفة، جعله ينتظر هناك، ثم عاد إلى حجرة الطعام ثانيةً …
-إيمان ! .. هتف “أدهم” مناديًا على أخته برفقٍ
تطلعت “إيمان” إليه و هي تناول طفلتها كأس العصير خاصتها، رمقها الأخير بتعاطفٍ و قال :
-مالك هنا.. عاوز يشوفك !
شحب لون “إيمان” فورًا، فطمأنها أخيها بثقةٍ :
-لو مش عايزة تقابليه هاخليه يمشي …
ابتلعت ريقها بصعوبةٍ، و قالت بصوت أبح :
-لأ.. هاشوفه !!
رغم أن صوتًا بداخلها توسلها ألا تفعل.. لكنها قمعته… و قامت متجهة إلى حيث يجلس بانتظارها !
يتبع…