الأصوات تتداخل و تتشابك برأسه الآن، رفع يداه ممسكًا بمؤخرة عنقه بشدة و ذلك المشهد من أوّله لا ينفك يضربه بقوةٍ …
*****
كان في الطريق إليها و قد اصطحب أخته إمتثالًا لآوامر “أدهم”.. لم يتبقَ على الوصول عند بيتها سوى ثلث ساعة تقريبًا، فأستلّ هاتفه و أجرى إتصالًا بها …
-أيوة يا حبيبتي. جهزتي و لا لسا !؟
-أنا بلبس يا مالك خمس دقايق و هابقى جاهزة. انت قدامك أد إيه ؟
-لأ أنا قربت عليكي خلاص
-أنا مش هتأخر. هاخلص بسرعة
-خدي راحتك يا إيمان ماتستعجليش. أنا مستنيكي
-تمام. باي !
تركها هي لتغلق الخط من عندها و ألقى بالهاتف أمامه فوق لائحة لقيادة، لم تمر لحظات إلا و سمع أخته تتذمر،
حانت منه نظرةً إليها، ليجدها تتأفف و هي تدس هاتفها بحقيبتها مغمغمة :
-إيه القرف ده بس. موبايلي فصل شحن و نسيت الباور بنك.. امشي إزاي أنا دلوقتي !؟؟
مالك بسخرية : هو المشي ماينفعش منغير موبايل. فعلاً يعني.. للدرجة دي !
ابتسمت له بالتواءٍ قائلة :
-يا ظريف. خطيبي بيكلمني كل شوية. أقوله إيه لما يلاقي موبايلي مقفول ؟
اخشوشن صوت “مالك” و هو يرد عليها :
-قوليلي كنت مع أخويا. يقدر يتكلم أصلًا !!
لوّحت “مايا” بكفها في حركة تنم عن سأمٍ، ثم ما لبثت أن خطفت هاتفه و هي تقول :
-وريني موبايلك ده. على الأقل نسمع أغاني عليه بدل الملل …
هز “مالك” رأسه بيأسٍ و ركّز على الطريق أمامه، لكن “مايا” جذبت إنتباهه و هي تهتف بتعجبٍ :
-الله ! انت نسيت تقفل الخط. موبايلك لسا فاتح مكالمة مع إيمان
عبس “مالك” و هو يأخذ منها الهاتف قائلًا :