-سيبني يا أدهم.. بقولك سيبني !!!
تقريبًا كان “أدهم” يوازيه قوةً، مِمّا أضناه قليلًا و دبغ بشرته بالحمرة فقط من الجهد للإبقاء على ابن خالته بمكانه و حماية “مالك” من بطشه …
-مش سايبك ! .. هتف “أدهم” بصرامةٍ :
-أقسم بالله لو ماوقفتش التهريج ده حالًا هاتشوف واحد تاني غير أدهم إللي تعرفه. و بعدها لا انت ابن خالتي و لا اعرفك. سـامع ؟؟؟؟
كلمات التهديد أتت بنتائجها في الحال، فبدأ جسد “مراد” يسرخي رغمًا عنه، و بدأ يستنشق أنفاسه بعمقٍ ليُهدى غرائز الشر بدواخله.. أرخى “أدهم” يديه عنه عندما ضمن خنوعه …
-مــــالـك. أخويــــا !!!
انطلقت تلك الصرخة من “مايا” التي اقتحمت بوابة المدخل الآن، ركضت من فورها تجاه شقيقها و هي تصرخ
ملتاعة :
-أخويا. مالك.. حصل إيــه !!؟
نظرت إلى “أدهم” مطالبة بتفسيرٍ، ثم حانت منها نظرة ناحية “إيمان” التي لاذت بأحضان كلًا من أمها و خالتها، و
كأنها تختبئ منهم جميعًا، تتمنى لو يتوقف العالم كله في هذه اللحظة !
تراجع “مراد” خطوة و استدار حتى يتمكن من مواجهة الجميع، و لكن بقيت عيناه بعينيّ “أدهم” و هو يقول :
-الدكر إللي وافقت تجوزه أختك.. كان بيحاول يمد إيده عليها. لولايا كان ضربها فعلًا يا أدهم !
*****
-إحنا لحد دلوقت ماتحسبناش على الكلام إللي قلته آخر مرة ! .. قالها “أدهم” بلهجةٍ فجّة و هو يقف مواجهًا “مراد” هنا بحديقة المنزل
كليهما على إنفرادٍ
بعد أن أمر “مالك” بالرحيل عقب تصريح “مراد” و الذي لم ينكره الأخير، توّجه “أدهم” إلى شقيقته و استوضح منها عن الأسباب و الملابسات، فأخبرته بإيجازٍ أن “مالك” أسأ الفهم و “مراد” وقف ليدافع عنها بهذا الشكل
أمال “أدهم” رأسه قليلًا و هو يقول مقطبًا :
-انت مفكر نفسك إيه يا مراد. و لا متخيّل مثلًا إن صبري مالوش حدود !؟؟
نفث “مراد” أنفاثًا قصيرة، ثم قال بعصبيةٍ طفيفة :
-أدهم. من فضلك أنا أساسًا مش ناقص. كل إللي حصل إني حاولت أكون جدير بإيمان بس فشلت. دايمًا كنت بفشل و كالعادة بتصرف بغباء. أيوة أنا غلطان موافقك. بس إيه المطلوب مني يعني !؟
ارتفع حاجب “أدهم”.. و كأنه يتساءل ما إذا كان ذاك “مراد” الذي عرفه طوال عمره :